تعاني من البرد في موسم الشتاء وتبيع الشراريب المصنوعة من الجلد والصوف والفرو للزائرات والزوار، لتكسب من يرتديها الشعور بالدفء في البرد، ولكن لا تستطيع تدفئة نفسها وبناتها من هذا البرد القارس أثناء جلوسها في البسطة وقت البيع. هاجر إحدى البساطات السعوديات عند ساحات المسجد الحرام تقول: رغم ما نعانيه من مآس عديدة ونحن نفترش البسطات على الأرصفة، وعلى جنبات الأسواق التجارية وعند بعض المساجد لنسترزق بما نبيعه في بسطاتنا من شراريب بالصوف والجلد والمحكاة لتدفئة الأرجل والأجسام في هذا الشتاء القارس، ولكن لا يوجد تحتنا سوى قطعة من «الشراشف» لتحمينا من البرد وألمه الذي يصيب عظامنا ولا نستطيع النوم ليلاً بسبب ما نعانيه من شدة البرد الذي يدخل عظامنا، وفوق ذلك لا أجد مالاً يكفيني حتى أتعالج من ألم البرد الذي يصيبني بسبب جلوسي في البسطة وفوقي السماء والهواء البارد وتحتي الرصيف أو بلاط ساحة الحرم وهو شديد البرودة، وأحياناً تأتي معي بناتي الصغار اللاتي لا أستطيع إدخالهن المدارس بسبب المتطلبات المدرسية التي لا أستطيع دفع ولو جزء من تكاليفها، فالشراريب التي أبيعها قوتها يكفيني فقط للطعام والشراب، وأهل الخير يدفعون لي ولأبنائي إيجار المنزل الذي هو آيل أيضاً للسقوط ولكن كل يوم أرفع يدي إلى السماء وأدعو الخالق بأن يرزقني ويحميني أنا وبناتي الصغيرات.