(الداخل مفقود والخارج مولود) عبارة نرددها في وقت أجزم فيه أن العمل الإداري الرياضي داخل الأندية خصوصا وفي المنظومة الرياضية عموما يحقق النقيض التام لعبارة يجب أن تكون (الداخل مولود والخارج مفقود !) وإن شئتم فلتكن (الداخل مرفوع والخارج مدفوع !). لدينا فقط يدخل الرئيس والإداري وفي كثير من الأحيان اللاعب إلى الرياضة مرفوعا على الأعناق في ثوب البطل المنقذ والأمل الكبير لغد ولدينا فقط يخرج كل داخل للرياضة مطأطئ الرأس من باب خلفي، فنجاحات الأمس لا يمكن أن تكون له الشفيع أو الرصيد في إخفاقات يوم. يقول أحدهم وعلى خلفية سؤالي له عن عملة كرئيس ناد وبعد تنهيدة وخفض رأس يستقبلوننا أبطالا ويودعوننا شراذم ولا فرق في ذلك بين إنجاز كنا فيه أصحاب الدار في نظر الجماهير وغيرهم وبين إخفاق كانوا يستكثرون علينا بعده السير بأقدامنا داخل أندية نعشقها. لا كاسب في عمل إداري في رياضتنا إلا نكرة جاء يبحث عن الشهرة وبخلاف هذا فكل من دخل الوسط الرياضي علما عاملا يخرج مهزوما في نظر السواد الأعظم من جماهير وإعلام قاس وإن حقق لناديه أو لوطنه الانتصار أو سجل لهما في دفاتر تاريخ. كثير منهم جاء مشهورا ومقتدرا ولا يرغب إلا في خدمة ناديه حبا وكرامة لينتهي به المطاف بلا حب ومنتهكة كرامته فأين في رياضتنا الكاسب الأكبر وهي التي لا تلوح إلا بخاسر أكبر يرتمي في حضن مشانق تنصب له في زمن عز فيه الوفاء واستشرى فيه ظلم ذوي الانتماء. كثيرة هي الأمثلة على شخصيات لم تضف لها الرياضة بل أخذت منها فجماهيرية بن مساعد الرئيس لا تقارن بشاعر وجماهيرية اللاعب عيد ليست كالرئيس وكثيرة هي الشخصيات التي أخذت ولم تهب بل أنك لو قابلت إحداها في بقالة وقبل رياضة لن تعرفها ف (يال السخرية). ثم أعود على بدء ذكرت فيه حجم قسوة يتعرض لها الراغبون في العمل الرياضي فأقول لماذا لا يواسى كل من اجتهد بعد إخفاق وعزم رحيل ولماذا يقزم كل مغادر، أسئلة تفسر عزوف كثيرين عن العمل الرياضي؟ ثم ألا توافقونني أن في حفظ الكرامة استثمار جذب لكوادر؟.