لا ينشغل أهالي محافظة الطوال كثيرا بالأودية المتعددة التي تحيط بها من الشمال مثل أودية الملح وتعشر، بالقدر الذي يتخوف الأهالي من وادي الحوسبة القادم من اليمن، والذي يجري شرق المحافظة. ويتمثل الخوف في أن مشروع تحلية المياه أقيم في مجرى الوادي، والذي يتوقف حاليا جريانه، إلا أنه قابل للجريان إذا ما تضاعفت مياه الأمطار أو اكتفى الأشقاء اليمنيين من المياه، فلا سبيل له إلا الاتجاه إلى مساره الأصلي مما يهدد المشروع وينذر بالخطر للعديد من الأحياء السكنية المجاورة. ويعرف كبار السن والمعمرين خطورة هذا الوادي القادم من رؤوس الجبال في اليمن، والمتوقع نزوله في أي وقت، معربين عن دهشتهم في كيفية الموافقة على تشييد مشروع التحلية في مجرى سيل، حتى لو توقف جريانه في الوقت الراهن. وأوضح أحد كبار السن أن آخر سيل جاء في وادي الحوسبة كان قبل حوالي 30 عاما، ومن شدة قوته كاد أن يسبب كارثة في الطوال، وأضاف: «الآن نعيش نفس المخاوف، خاصة أنه سيداهم في حال جريانه مدرسة التحفيظ ومشروع التحلية والمدرسة المتوسطة ومعاذ بن جبل ومبنى إدارة المجاهدين ومسلخ البلدية، وبعدها يمكن أن يخترق الطوال وذلك لعدم وجود سد خراساني على الطوال مكتملا مما ينذر بكارثة لا يحمد عقباها». واتفق عضو المجلس البلدي بالطوال محمد عبدالله ناشب مع الأهالي في أن مشكلة وادي الحوسبة القادم من الجمهورية اليمنية بالفعل يشكل خطورة على المحافظة، وقال: «تم تشكيل لجنة من الدفاع المدني والبلدية وحرس الحدود والمجلس البلدي والمركز والشرطة وبعض كبار السن وتم الوقوف على مجرى الحوسبة ووجدنا سدا ترابيا لا يقوى على مقاومة السيل، وطلبت اللجنة المشكلة إزالته وإيجاد مشروع سد خرساني وبالفعل تمت دراسته من قبل مهندسين وفنيين لعمل الترتيبات اللازمة والرفع للبلدية لتنفيذ ذلك». من جانبه، أوضح رئيس بلدية الطوال المهندس شاكر طياش: «عملنا تصاميم وتم رفعها للوزارة وتم اعتماده وسينفذ قريبا إن شاء الله».