تحوّل "سوق الطيور" بالرياض من"مزاد" لبيع وشراء الطيور إلى "مهرجان" يضم العديد من أنواع الحيوانات التي يحضرها أصحابها للسوق إما لتسويقها، أولاستثمارها في تحقيق رغبة بعض الزبائن بالتصوير معها مقابل مبالغ مالية. ورصدت "الوطن" خلال زيارتها لسوق الطيور الواقع على تقاطع طريق "الحائر" مع شارع "البطحاء" بحي العزيزيّة جنوبالرياض، ازدحاما كبيرا في الساحات المحيطة بالسوق، خصوصاً يومي الخميس والجمعة، حيث يبدأ المزاد عصرا ويستمر حتى العشاء. ويضم السوق أنواعا عديدة من الطيور التي خصص لها مزاد خاص وسط السوق يخضع لمراقبة الجهات المعنيّة كأمانة الرياض و"الحياة الفطريّة"، إلا أن أسوار السوق وساحاته من الخارج تتحوّل إلى مواقع لعرض أنواع عديدة من الحيوانات، منها القردة والقطط والكلاب المستوردة، إلى جانب ثعابين وأفاع وسلاحف وبعض الحيوانات المفترسة كالذئاب والضباع وبعض الطيور الجارجة كالنسور التي تجلب للسوق أحيانا، وذلك في مخالفة واضحة لتعليمات الهيئة السعودية للحياة الفطرية. 15 ريالا للصورة وفي مزاد الطيور يلفت ارتفاع أسعار طائر "الببغاء" خاصة الأنواع التي تستطيع نطق بعض الآيات القرآنية والعبارات الترحيبيّة وتباع بأسعار مرتفعة تصل في بعضها إلى 7 آلاف ريال وتنخفض إلى أقل من ألف ريال حسب النوع والحجم والشكل، في حين يتواجد في السوق بعض الطيور الكبيرة كالنسور وبعض أنواع الثعابين كبيرة الحجم التي يستثمرها أصحابها في "التصوير" بحيث يدفع الزبون الراغب بالتقاط صورة بصحبتها مبلغ يتراوح بين 5 ريالات و 15 ريالا للصورة الواحدة وتجد إقبالا لافتا من الشباب والأطفال الذين يشاهدون لأول مرة مثل هذه الحيوانات. وأشار المواطن عبدالله الدوسري إلى أنه يرتاد السوق بين الحين والآخر بصحبة أطفاله الصغار لمشاهدة العديد من أنواع الطيور والحيوانات الأليفة والزواحف التي تجلب للسوق، خصوصاً يومي الخميس والجمعة ويجد أطفاله متعة في مشاهدتها، إلا أن السوق يفتقد للتنظيم والنظافة المطلوبين لحماية المرتادين له من الأمراض التي قد تنتقل من هذه الحيوانات. الحيوانات الخطرة ويرى المواطن خالد الحارثي، أن أكثر ما يضايقه عند ارتياده للسوق هو وجود بعض الحيوانات الخطرة كالكلاب والضباع وبعض أنواع الزواحف التي يجلبها الباعة للسوق وهمهم الوحيد الحصول على المال، لافتا إلى أنه يشاهد بعض "العراك" بين أنواع متعددة من الكلاب المستوردة التي يحضرها بعض الشباب للتباهي وينظمون تحديا فيما بينها وحين ينتصر أحدها يرتفع ثمنه في السوق وبالتالي تكون وسيلة لتسويقها على الزبائن. أما المواطن أحمد هزازي، فأشار إلى أهمية وجود مثل هذه الأسواق التي تتيح لبعض الفقراء فرصة لتسويق بعض أنواع الحيوانات المسموح بتسويقها ويكسبون منها رزقهم وقوت أسرهم، كما أنها فرصة مناسبة للأسر والأطفال الذين يرتادون السوق للتعرف على هذه الحيوانات والشراء منها إذا ما رغبوا تربيتها. الحياة الفطرية في المقابل، علقت الهيئة السعودية للحياة الفطرية لوحات إرشاديّة في محيط سوق الطيور" بالرياض تمنع عرض بعض أنواع هذه الحيوانات حفاظا على الحياة الفطرية وعدم انقراضها، وحتى لا تتسبب بعضها في نقل الأمراض المعدية، إلا أن تلك التعليمات لا تجد آذانا صاغية من الباعة والمتسوقين الذين يرتادون السوق بكثافة.