«كل الطرق تؤدي إلى الغسالة».. مقولة يعرفها سكان حي العدل أو ما يعرف بحي الغسالة حيث توجد عدة مداخل ومخارج رغم ضيق شوارعه. يمتد عمر هذا الحي لعدة عقود من الزمن ونشأ وترعرع فيه العديد من المثقفين والأدباء ومشاهير كرة القدم، إلا أن الحي العريق كثرت فيه خلال العقدين الماضيين نسبة الجريمة بشكل مرتفع جدا وأصبحت غالبية سكان الحي يبحثون عن طريقة للخروج منه، والبعض منهم غادره حفاظا على أرواح أبنائه. العدل أو الغسالة تتضارب المسميات بين مسمى الحي بالعدل أو الغسالة إذ إن غالبية سكان مكةالمكرمة لا يعرفون هذا الحي إلا باسم الغسالة رغم المحاولات الحثيثة من وجهاء الحي باعتماد اسمه الجديد وهو حي العدل إلا أن مسمى الغسالة لا يزال قابعا في أذهانهم نسبة للبئر الشهيرة الموجودة في منتصف الغسالة «السفلى» التي تعد من أقدم الآبار وكان السكان في السابق يتوقفون عند البئر للشرب والاغتسال حتى سمي الحي بالغسالة نسبة لاغتسال الناس عند البئر الشهيرة التي غطيت فوهتها خوفا على سلامة السكان من السقوط فيها، بعد أن جف ماؤها. كثرة المشاجرات «عكاظ» زارت حي الغسالة أو ما يعرف حاليا بحي العدل وتجولت بين أزقته الضيقة ومبانيه التي تراوح ما بين البيوت الشعبية القديمة والمباني المصرحة لإسكان الحجاج، بعد أن تطور الحي خلال السنوات الأربع الماضية وتحول إلى أحد الأحياء المركزية القريبة من المشاعر المقدسة التي لا يفصلها عنها سوى جبل حيث يمكن للحاج التوجه إلى مشعر منى من حي الغسالة سيرا على الأقدام، كما أن ساعة مكة يمكن رؤيتها من أي موقع في الحي بشكل كامل، كما أن الحي يطل عليه أعرق وأهم جبال مكةالمكرمة وهو جبل النور الذي فيه غار حراء، ويمكن رؤية قمته من أي موقع بالحي. ورغم التطور العمراني في الحي إلا أنه مشهور منذ عقد ونصف من الزمن بأكثر المشاجرات وقضايا القتل والاعتداء حيث لا تمر أيام قليلة دون أن يسجل الحي في قسم شرطة قضية شجار أو اعتداء، حتى عرف بأنه من أخطر الأحياء. قضايا القتل لا يمكن حصر جميع قضايا القتل التي وقعت في حي الغسالة لكن هناك جرائم لا تزال محتفظة بها ذاكرة سكان الحي الذين يتذكرون قصة الأب الذي قتل ابنه الذي كان في حالة غير طبيعية حيث حذره من الدخول إلى المنزل إلا أن الابن تهجم على أسرته فما كان من الأب إلا أن قتله وتركه يسبح في دمائه. هذه الحادثة مشابهة لعدة جرائم في الجانب الرابط المشترك بين المجني عليهم أو الجناة وهي تعاطي المخدرات، حيث قتل شاب قبل عقد من الزمن بعد أن خرج على أحد الأشخاص ممن هم في حالة غير طبيعية للتفاهم معه حول أسباب ضربه لشقيقه إلا أن المخمور قام بطعن الشاب حتى قتله. وفي العام نفسه قتل شابان في حالة غير طبيعية شابا بعد أن حملا حصاة كبيرة وألقيا بها على رأسه ليصرع في حينها. إلا أن هذه الجرائم لم تنه أو تضع حدا لجرائم الحي الشهير حتى وقعت خلال السنوات الخمس الماضية جرائم هزت المجتمع المكي، عندما أقدم رجل على قتل زوجته وشقيقها في منزله وقام بتسليم نفسه حيث نفذ عليه حكم القتل قبل عدة أشهر. ولا تغيب كذلك عن الذاكرة جريمة مقتل شاب على يد حاج كويتي حكم عليه بالقتل قصاصا، إذ أقدم على جريمته قبل عامين في موسم الحج عندما طعن المقتول في رقبته قبل أن يوصله للمستشفى، إلا أن الشاب فارق الحياة وسجن الحاج حتى الآن. معالجة المشاكل أكد عمدة حي العدل فارس بن عبدالله الدعجاني أن «هناك مشاكل وجرائم عديدة وقعت في الحي إلا أن كبار الحي والوجهاء يسعون دائما للتدخل في تهدئة أية مشكلة والسعي لضبط النفس حيث يؤلمنا وقوع هذا القدر من الجرائم، لكن نأمل أن يتحسن الوضع خلال السنوات القادمة»، مضيفا «دائما نتدخل في أية مشكلة مهما كانت لكي لا تتطور ونحاول قدر الإمكان إلى ألا تصل إلى حدود الجريمة». وأبان فارس الدعجاني «حي العدل أو ما يعرف بحي الغسالة يعد حاليا من الأحياء الراقية رغم وجود عدد من المنازل الشعبية إلا أن هناك نهضة عمرانية وأصبح الحي أحد مواقع إسكان الحجاج في مكةالمكرمة لقربه من المشاعر المقدسة والحرم». جولات أمنية الناطق الإعلامي في شرطة العاصمة المقدسة المقدم عبدالمحسن الميمان أوضح أن «هناك جولات مستمرة لفرق الدوريات على أحياء العاصمة المقدسة من ضمنها حي الغسالة حيث هناك تواجد مكثف للدوريات»، ملفتا إلى أن «غرف العمليات تتجاوب بشكل سريع مع أي بلاغ سواء في الغسالة أو غيرها من الأحياء حيث التواجد الأمني موجود بشكل جيد».