يعود منتخبنا الوطني اليوم للركض مع مدربه الجديد الإسباني لوبيز كارو نحو استحقاق هام في تصفيات كأس آسيا بغرض إثبات قدرة الكرة السعودية على الارتقاء مجددا نحو منصات التتويج، مبرهنة أن ما حدث ما هو إلا كبوة جواد نتيجة غروب جيل ثري من عناصر الخبرة وبزوغ جيل جديد يمتلك قدرات مهارية تحتاج لمن يوظفها بعناية لتكون منتجة ومثمره لخدمة الوطن في المحافل الكروية الدولية القادمة. ويعيش الأخضر اليوم ونجومه الشباب أمام فرصة عظيمة لبداية جديدة لمسح تلك الصورة الهزيلة التي تسبب بها المدرب السابق ريكارد الذي لايمتلك أبسط الأدوات الفنية لتوظيف اللاعبين توظيفا صحيحا. و لاعبو الأخضر اليوم أمام مهمة وطنية عند لقائهم بمنتخب الصين، ومطالبون بتقديم كرة حقيقية تنظيما وتكتيكا لإنعاش ذاكرتنا نحو ماض جميل و المساهمة في توحيد ألوان الأندية وترابطها خلف منتخب الوطن، وتناسي الألوان التي تمثلها داخل الميدان. إعلام صادق يعزز الثقة فاليوم لا نرى لاعبينا بألوان أنديتهم، فلا هلال ولا اتحاد ولا أهلي ولا شباب ولا نصر، منتخب اليوم وطني فقط. وعلى الوطن وجماهيره أن يتكاتفوا اليوم بمختلف ألألوان داعمين منتخبهم بأيديهم وألسنتهم وحتى قلوبهم، فبصاص والمولد والفرج والشمراني والشهري والمقهوي وهزازي وكل لاعبي الأخضر بحاجة للسان حق وإعلام صدق لإنصافهم وشد أزرهم ورفع الثقة في نفوسهم ليمثلوا الوطن خير تمثيل في أي معترك كروي قادم. دعم منطقة الجزاء بهزازي وتعد عناصر الأخضر، والتي اختارها المدرب الشاب لوبيز كارو والذي لم يتجاوز (49 عاما)، أكثر حيوية ونشاطا؛ كون متوسط أعمار اللاعبين لا يتجاوز الخامسة والعشرين عاما ويعد فهد المولد (18عاما) أصغر لاعب في تشكيلة الأخضر بينما قائد المنتخب سعود كريري (32 عاماً) أكبر اللاعبين. ويحسب للمدرب أنه نجح في إصلاح بعض جوانب الخلل في التشكيل باستدعائه لنايف هزازي اللاعب الأخطر في منطقة الجزاء واستبعاد ياسر القحطاني كونه لم يكن مؤثرا في آخر استحقاقات الأخضر السعودي. سر استبعاد أسامة المولد وإن كنا نختلف مع المدرب في عدم ضم نجم الدفاع أسامة المولد مما يدفع لتصديق تلك الشكوك التي تحدثت حول ما دار بين شوطي لقاء منتخبنا ضد الكويت بين المولد و ريكارد من مشاحنات بسبب هدف الكويت متمنين أن يكون السبب فنيا وليس تقييدا وتنفيذا لتوجهات معينة للاعبين بأعينهم، وحتى لا ندخل في منحنى يبعدنا عن مهمة اليوم، سنحسن الظن بأنه قد يكون للمدرب وجهة نظر ما في هذه الفترة بشأن أسامة. وسيكون أمام المدرب كارو طموح كبير في إثبات ذاته للاستمرار مع الأخضر السعودي في جميع المواعيد القادمة، خصوصا أن نهجه التدريبي مميز في منطقة الوسط، حيث يعتمد الانسجام والسلاسة في تناقل الكرة والتقليل من الاحتفاظ بها، كما أنه يجيد تأمين المناطق الدفاعية بتكتيكات مميزة، متوقعين أن يزج بعناصر شابة أبدعت مع فرقها مؤخرا مثل مصطفى بصاص وسلمان الفرج وفهد المولد. الثبات على التشكيل وقد تكون الرسالة الهامة التي يحتاج أن يفطن لها المدرب هي ضرورة الثبات على تشكيل واضح ومعتمد للمحافظة على الانسجام بقدر الإمكان والذي افتقدناه مع ريكارد الذي شوه صورة المنتخب وغير من وجهه الحقيقي بسبب كثرة التغييرات في التشكيل والمزاجية المفرطة. وكان الهلال والأهلي هما أكثر الفرق الداعمة بعناصرها لمنتخب الوطن، حيث اختير 5 عناصر من صاحبي المركز الثاني والخامس، بينما اختير 4 عناصر من الاتحاد صاحب المركز السابع و4 عناصر من الاتفاق صاحب المركز السادس وثلاثة عناصر من الشباب صاحب المركز الثالث وعنصران من النصر صاحب المركز الرابع، واستبعد أحدهما مؤخرا للإصابة، وعنصر واحد من كل من المتصدر الفتح وصاحب المركز العاشر التعاون. فهل نستمتع اليوم بأداء مميز لمنتخبنا يعكس إمكانات هذا الوطن؟ أم نستكمل سنوات عجافا لا طعم كرويا لها ولا رائحة؟.