تنبض عنيزة بالكثير من الحرف اليدوية التي ما زالت صامدة تحت ضربات الزمن، فيما لا يزال الحرفيون الذين يواصلون التعبير عن التراث والأصالة بلمساتهم الجمالية يبحثون عن مرجعية تجمعهم وتناقش قضاياهم؛ لأنهم وفقا لأقولهم يقبضون على جمر التراث ويريدون أن يكرسوا الأصالة في نفوس الأجيال اللاحقة. وأوضح عبدالله محمد العجروش (أحد الحرفيين) بأنه يبذل جهودا كبيرة في النجارة اليدوية، وهو يشارك في الكثير من المهرجانات التي أصبحت هي المسوق لمثل هذا النوع من التراث. وأضاف أن الناس يحبون هذا النوع من المنتجات، ويقبلون عليه بصورة كبيرة، داعيا الهيئة العامة للسياحة والآثار إلى إطلاق جمعيات للحرفيين في المناطق والمحافظات. وتابع أن «محافظة عنيزة غنية بمثل هذه الأعمال التراثية والحرفية، والتي تشكل جزاء هاما من الفلكلور الوطني». من جهته، قال الحرفي محمد الجخيدب «بعض المدن الكبرى بها جمعيات متخصصة لهذه الحرف، وعنيزة الغنية بهذه الأعمال الحرفية لا تتوفر فيها جمعية للحرفيين، رغم كثرة اللجان والجمعيات في هذه المحافظة». وأضاف الجخيدب أن الحادبين على التراث من الحرفيين يحلمون بإطلاق جمعية للتراث في المحافظة، يكون مقرها وسط سوق المسوكف التراثي في عنيزة، أو في إحدى القرى التراثية مثل قرية ريف العوشزية التراثية. وفي موازاة ذلك، أوضح مصدر في لجنة تنمية السياحة في عنيزة أن اللجنة تهتم بالحرف اليدوية اهتماما بالغا، وتعمل اللجنة على تذليل كل الصعاب وتضع لهم مكانا في كل مهرجان من المهرجانات الاثني عشر التي تنظمها المحافظة على مدار العام، ولعل سوق المسوكف الذي تم إنشائه، وتبرع به أبناء عبدالله الحمد الزامل ليكون سوقا للحرفيين وضع بصمة لهؤلاء الحرفيين. وأبان المصدر أن هناك توجها تجري دراسته لإطلاق جمعية الحرفيين في محافظة عنيزة، ولعل ذلك يكون قريبا إن شاء الله ليحقق طموح الحرفيين في المحافظة.