منذ سنوات طويلة والوضع الرياضي في بلادنا مترد، وليس به من الروح الرياضية أي ذرة، انفلات وفوضى بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، لم يكن هناك حسيب أو رقيب، بدءا من المدرجات، مرورا بالبرامج الرياضية، وانتهاء بالملاحق الرياضية في صحافتنا، تركت كرة الثلج تتفاقم حتى أصبح من الصعب علاجها، لدرجة أجبرت وزير الإعلام على التدخل، أصبحت البرامج الرياضية تتسابق على جلب المتعصبين لأنديتهم ليتبادلوا الشتائم وتنتشر المقاطع ويحقق البرنامج نسبة مشاهدة عالية، أصبح المذيع هو شرارة التعصب وإذكاء نار الخلاف حتى تخرج العبارات النابية فيشعر أنه حقق انتصارا لبرنامجه، يترك مذيعو البرامج الرياضية الباب مفتوحا للمتحدث حتى يصب جام عصبيته أمام الملايين من المشاهدين دون أن يتدخلوا بإقفال الباب قبل وقوع الطامة، اذهبوا إلى اليوتيوب، وشاهدوا ما يندى له الجبين، بطولة الخليج الأخيرة كشفت عن أن السعوديين هم وحدهم الضيوف الأضحوكة والأراجوزات في جميع القنوات الخليجية الرياضية، وهم مصدر الإثارة التي يمكن تسويق البرنامج من خلالها للوصول إلى المشاهد السعودي الذي يعتبر هدفا رئيسيا لكل برنامج رياضي خليجي، ليس الحل في إيقاف صحيفة أو مجلة أو ملحق في جريدة، بل الحل هو إصدار نظام شامل ومتكامل يتم التشاور عليه من قبل مسؤولي الرياضة ومسؤولي الإعلام، مثلما استطاعت رعاية الشباب حماية حكام المباراة بقرارات صارمة أوقفت سيل التهكم عليهم واتهامهم، كان حريا أن يكون هذا القرار شاملا وحاميا للجميع، وصل مستوى الإعلام الرياضي عندنا إلى حد تشويه سمعة الوطن وإحراجنا أمام الآخرين، ولا بد له قانون يضبط هذا الانفلات وعدم المسؤولية دون الكيل بمكايلين، ودون تدخل متعصبي الأندية في استخدام القانون وروح القانون لتمرير تعصبهم، قرار وزير الإعلام كان صارما وعادلا وليته شمل الجميع! [email protected]