يقف الفلسطينيون على موعد مع ماتم الاتفاق عليه مابين حركتي فتح وحماس في القاهرة على طريق الإعداد لتنفيذ بنود المصالحة التي جرى الاتفاق وسط التفاؤل والتشاؤم ينتظر المواطن الفلسطيني بشان قطار المصالحة هذه المرة حتى لا يصاب بالإحباط مثل المرات السابقة. لا نريد تراكما جديدا من الإحباط ، بل نريد دفعة جديدة إلى الأمام، والبعض يرى أن تشكيل حكومة الوحدة الوطنية هي البداية الفعلية للمصالحة، لأن الحكومة التي سيكون الرئيس نفسه على رأسها، هي التي ستحل المشاكل المفتعلة، فهي ستقرر وستنفذ، وهي التي ستحشد الامكانيات وهي التي ستزيل العقبات، وهي التي ستقوم باستثمار الفوز , أي ترجمة العلاقات الوطنية الإيجابية بما فيها تفاهمات وتراكمات إيجابية إلى حقائق على الأرض، وكلما كان ذلك أسرع يكون أفضل، حتى لا تذوي هذه التراكمات الإيجابية، وحتى لا تتراكم بدلا منها تراكمات سلبية، وخاصة بالنسبة لساحتنا الفلسطينية التي من السهل أن تحدث فيها السلبيات بسبب سلوك اللاعبين الإقليمين والدوليين، ويكفي إسرائيل وحدها التي لا تتوقف عن فعل كل ما هو سلبي واستفزازي. والبعض يرى أن الانطلاقة تكون بالشروع في عمل لجنة الانتخابات في غزة , ولا نعلم حتى الآن إن كان سيسمح للجنة الانتخابات المركزية التي ستصل إلى غزة القيام بواجباتها، وفتح مقراتها الرئيسية والفرعية , دعونا نرى. كل نجاح في ثغرة من ثغرات جدول المواعيد سيقود إلى نجاح جديد، فمثلا إذا تحقق موعد آخر يناير، فسوف يكون ذلك مدعاة لنجاح موعد التاسع من الشهر المقبل حين يجتمع الإطار القيادي لمنظمة التحرير الذي يضم أعضاء اللجنة التنفيذية مع الأمناء العامين لكل الفصائل الوطنية والإسلامية واجبنا أن نتمسك بالأمل، واجبنا أن نفتح النوافذ للشمس، معاناتنا في الداخل، وتحدياتنا في الخارج مع الاحتلال تفرض علينا أن ننجح في رهان المصالحة، فلا يمكن أن تكون الأوضاع جديدة في ظل الانقسام، ولا يمكن أن نأمل من الآخرين شيئا إيجابيا إذا بقي الانقسام هو سيد الموقف، وشعبنا يعرف هذه الحقيقة أكثر من غيره، وهو يريد أن تظل الأبواب مفتوحة، فالانقسام أتعبنا كثيرا، وظلمنا وشوه صورتنا لذلك فإنه لا بد من التضحية من اجل إنهاء هذا الانقسام، والوقت ليس متاحا بلا نهاية، والرهان على الإرادة الفلسطينية أن تصعد بنا إلى مرحلة جديدة.