بدأ حراك المشاريع التطويرية الجديدة يشمل كافة الأحياء في مكةالمكرمة، في وقت ارتفعت آمال الأهالي في تسريع عجلة التنفيذ رغبة في إنهاء ما اعتبروه اختناقات في بعض الشوارع، وأملا في رؤية الأحلام على أرض الواقع، وإذا كان مشروع شبكة النقل العام في مدينة مكةالمكرمة بالقطارات وبالحافلات يعد الأبرز لهذه الأحلام لاستيفاء البنية التحتية في المنطقة، من هنا جاء دور أمانة العاصمة المقدسة التي يقع عليها الثقل الأكبر في تحمل عبء المشاريع من ناحية وعبء ضغوطات مطالب الأهالي من ناحية أخرى، لذا وضعنا كل التساؤلات أمام أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة البار أملا في الوصول إلى إجابات لكل ما يثار من علامات استفهام، فكانت البداية: المشاريع العملاقة التي تشهدها العاصمة المقدسة تتطلب نزع ملكيات الكثير من العقارات، مما يتسبب في أزمة على الإسكان والعقار، كيف يمكن معالجة الطلب في ذلك؟ مكةالمكرمة مدينة جاذبة اقتصاديا للتطوير العمراني، والذي يأتي معظمه من القطاع الخاص وليس من القطاع العام، فالعام الماضي مثلا كانت هناك إزالة لحوالي 236 ألف ساكن، لكن أضيفت في نفس العام الماضي بنايات جديدة بزيادة 345 ألف مسكن، صحيح أن المواقع تغيرت وابتعدت قليلا عن المسجد الحرام، لكن هناك زيادة، فيما تسعى الأمانة إلى تسهيل الإجراءات في هذه الأمور بحيث تكون الأمور واضحة وصريحة. * هل يعني ذلك وجود خطة للتوسع في المخططات السكنية؟ بالتأكيد هناك توسع، ولكن في إجراءات تخطيط الأراضي نحن مقيدون بأنظمة مركزية، وبالتالي تلك الإجراءات لا بد أن تأخذ وقتا، لأنه مثلا صاحب المخطط نفسه هو مسؤول عن البنية التحتية، لذلك هذه تأخذ وقتا، وتؤخذ الرخصة الابتدائية ثم يبدأ العمل الميداني في الموقع ثم بعد ذلك يتم استلام الموقع منه، والتأكد من كل المواصفات موجودة، مع ذلك نحن نشجع التطوير العمراني للأحياء ونشجع بأن تكون هناك أحياء راقية في مدينة مكةالمكرمة. هذا توجه مشروع بوابة مكة، والتي مساحتها كبيرة تملكها الأمانة ممثلة في شركة البلد الأمين للتنمية والتطوير العمراني، والآن بدأنا مشروعا يسمى بالضاحية الغربية وهو مجاز من هيئة تطوير مكةالمكرمة، وسيبدأ في أول حي سكني مطور بطريقة مميزة، وحاليا تم البدء في البنية التحتية للمشروع، ونأمل بناء المساكن في فترة بسيطة، وهناك مشروع آخر ولكنه موجه لفئة أخرى وهو الإسكان الميسر أو مشروع واحة مكة، والذي يهدف إلى سد الفجوة في الطلب على الإسكان بالذات الأسر التي كانت تقطن في أحياء قريبة من المسجد الحرام، ولذلك سميناه مشروع الإسكان الميسر، والذي يوفر حوالي 4300 وحدة سكنية، وستسلم الدفعة الأولى حوالي 520 وحدة سكنية في مارس المقبل، والتي استهدفت فئة معينة من الناس أكثر حاجة في مكةالمكرمة، فهو مخفض وفي نفس الوقت تجاري. * ولماذا لا تنسق الأمانة مع وزارة الإسكان فيما يتعلق بمعالجات الطلب على المساكن والوحدات السكنية، مثلما هو حاصل في الكثير من المناطق؟ بالتأكيد، هناك تنسيق مباشر مع وزارة الإسكان، والتنسيق مباشر، لكن الوزارة تحفظت على عملية ربط مشاريع الإسكان التي تنفذها الوزارة مع برنامج التطوير لمعالجة العشوائيات في مدينة مكةالمكرمة، على الرغم من أننا كنا نريد أن تكون المشاريع موجهة للفئات التي نرى أنها أكثر حاجة، وكنا نسعى للربط، إلا أن رؤية الوزارة أن ذلك لا يتماشى مع أنظمتها وسياستها، إلا أنها رحبت بالتعاون، ولا زالت ممثلة كعضو في اللجنة التنفيذية لمشروع معالجة العشوائيات في مدينة مكةالمكرمة. أما عملية تسليم الأراضي في مكةالمكرمة للوزارة فسبق أن سلمت لهم ضاحية كبيرة مساحتها حوالي 4 ملايين و300 ألف متر مربع في جنوبمكةالمكرمة، وتم التسليم من قبل حوالي عامين، ويجري الآن التنسيق أيضا لتسليمهم قطع أراض في غرب مكةالمكرمة في منطقة البوابة، وسنخصص لهم أيضا أراضي في شرق مكةالمكرمة ناحية الضواحي، الشرائع، جعرانة، والعسيله، بحيث يكون لدينا أكثر من مشروع لخدمة مدينة مكةالمكرمة، كما أن هناك أراضي سلمت لهم في البلديات التابعة لأمانة منطقة مكةالمكرمة، خاصة في الجموم،. * وما هي معالجتكم للأحياء العشوائية بمكةالمكرمة؟ هناك 66 عشوائية تقريبا في مكةالمكرمة، وكثير منها الآن ذهبت في مشاريع التوسعة بطبيعتها، وأيضا مشاريع المحاور طريق الملك عبدالعزيز الموازي سيطور منها 6 عشوائيات بالكامل، والآن مشروع تطوير العشوائيات في جنوبمكةالمكرمة سيطور 5 أحياء عشوائية كبيرة تقارب مساحتها مليونين و200 ألف متر مربع، فلذلك الاستراتيجيات التي وضعت في تطوير العشوائيات تعتمد على إشراك المالك وبعدد من الخيارات أكثر من خيار للمالك، بما فيها التأجير الطويل الأجل أو المشاركة في الوحدة السكنية في أشياء كثيرة، او التعويض هناك البيع، أو المشاركة بجزء أو المشاركة بكل، كلها خيارات مفتوحة. * هل من تنسيق بينكم وهيئة تطوير مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، وما تعليقكم على ما يقال عن تداخل المهام؟ التنسيق في مدينة مكةالمكرمة يسير على أفضل وجه بوجود فريق عمل أسميناه فريق عمل مشاريع منطقة مكةالمكرمة، هذا الفريق يرأسه أمين العاصمة ويضم في عضويته وكيل إمارة منطقة مكةالمكرمة وأمين عام هيئة تطوير مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، وأعضاء من وزارة النقل ومن الإدارة المركزية للمشروعات التطويرية ومن شركة الكهرباء وشركة المياه الوطنية، وكل مشاريع مكةالمكرمة تمر من خلال فريق العمل هذا، بما فيها أي مشروع تابع لوزارة النقل، وهذا يعني أننا أزحنا كل الأمور الروتينية واجتماعات متواصلة تجاوزناها إلى ما يفيد المشاريع وانطلقنا بكل قوة في مشاريع السكة الحديد ومشاريع الطرق الدائرية ومشاريع الطرق المحورية، وليس هناك أي تعطيل والعمل يسير وفق مفهوم الفريق الواحد، وهناك متابعة من سمو أمير منطقة مكةالمكرمة وسمو وزير الشؤون البلدية والقروية. * مشكلة النظافة في أحياء مكة التي حدثت في موسم الحج الماضي، هل تعرفتم على حدود المسؤولية، وكيف يمكن تلافي ذلك مستقبلا؟ كم النفايات المرفوعة من مكةالمكرمة خصوصا في موسم الحج نجده ضخما، لذا فإن هناك مشروع ميكنة أعمال النظافة في منى، واستخدام أساليب تخزين الأرض في المشعر وهو ما يسمى النقل الأنبوبي «الأنيوماتيك»، وهو حلم ننتظره، وصدرت له الموافقة من الجهات العليا، وفي حال توفير الاعتماد يمكن تنفيذ المشروع قبل موسم الحج المقبل 1434ه أو على الأقل نقطع فيه شوطا كبيرا. وفيما يتعلق بما حدث العام الماضي، فالذي لا يعرفه الكثيرون أن مستوى النظافة في عام 1433ه كان أفضل من سابقه، لكن النظافة في موسم الحج كانت تعتمد بشكل كبير على العمالة الموسمية والتي نضبت في الفترة الأخيرة في ظل التنظيمات الأخيرة التابعة للجوازات، ونحن نطمح دائما لأن تتطور مسألة النظافة، لذا هناك اتفاقية بشأن برنامج نطاقات لاستثناء مشروع مكةالمكرمة من نطاقات، كما أنه مع اتساع مكةالمكرمة سيتم طرح عقود جديدة بنظام التجزئة حيث يصعب أن تدير شركة واحدة أو متعاقد واحد ما يصل إلى 17 ألف عامل، من هنا سيتم السير على نفس تجربة أمانة الرياض والتي جزأت عقد النظافة إلى ارتفعت بعدها إلى عشرة عقود. * يعتبر البعض ضيق المساحات الشاغرة في المنطقة المركزية سواء بكم الأبراج السكنية، والكثافة البشرية في المنطقة، مؤثرا على خدمات الطوارئ والإسعاف، كيف يمكن معالجة هذا الأمر؟ مكةالمكرمة مدينة جاذبة، ونقطة الجذب الرئيسية هي المسجد الحرام، كما أنها مدينة قديمة، والطرق هذه من أيام الشيخ عبدالله عريف (رحمه الله) حيث أنشأ طريق أم القرى، شارع الحفاير والذي كان يمكن أن يكون في ذلك الوقت من أفضل شوارع المملكة، لكن تفاقمت المشكلة عندما زادت الكثافة السكانية، لذا بدأنا في نزع الملكيات الذي يستوجب مبالغ كبيرة، وفي وقت سابق كان من الصعب هذا النزع نظرا للظروف الاقتصادية، لكنه الآن بدأت مشاريع الطرق والتي نتوقع أنها ستحل الكثير من الأمور، كما أن هناك ما يسمى خطوط التنظيم وهي مطبقة منذ وقت سابق، بمعنى دعوة ملاك العقارات للتراجع مترين أو ثلاثة للخلف مقابل تعويضهم في الارتفاع، وهي طريقة مطبقة في عدد من شوارع مكة. * وما هي أبرز مشروعاتكم الترويحية لأهالي مكةالمكرمة والتي لا يجدونها حاليا خاصة في مواسم الإجازات؟ هناك مشاريع أكثر من 30 مشروعا، نفذنا حدائق وملاعب وساحات بلدية وأضفنا أيضا مشروع أندية، بحيث تضم ملاعب متكاملة، وفي السابق كانت المشكلة في التفريط بالحدائق، لذلك فقدت بعضها، فيما تم استرجاع البعض الآخر بأحكام قضائية، ومتنزه وطني غرب مكةالمكرمة في منطقة البوابة، بالإضافة إلى متنزهين أيضا في شرق مكةالمكرمة، واحد في طريق «الكر» وآخر في طريق «السيل»، وهذه انتهت الدراسات لها وسوف تطرح للتنفيذ ربما في موازنة هذا العام. * لماذا توقف المشروع الترفيهي في البوابة؟ لم يتوقف المشروع، بل كان في الأساس جنوب البوابة على طريق مكة السريع وطريق الليث، وتغيرت النظرة التخطيطية بأن يكون المشروع بالعرض ليخدم الشمال والجنوب، ويكون المشروع متكاملا وجزءا من مركز ترفيهي متكامل يقيمه القطاع الخاص، وهذا المشروع بدأ في مرحلة الدراسات، حيث وقعنا اتفاقية مبدئية بحضور سمو أمير منطقة مكةالمكرمة قبل حوالي 8 أشهر، وهناك مشروع آخر على مساحة تصل إلى 14 مليون متر مربع، سوف يشمل أيضا حدائق نباتية وطنية وبحيرات صناعية، وهذا المشروع بدأنا في التصاميم المبدئية له، وسوف يكون على مراحل، وضاحية البوابة تشتمل على بنية تحتية أساسية من الطرق، الكهرباء، المياه، الصرف الصحي والخدمات، وبدأت دراساتها والمفترض أن تؤتي ثمارها قريبا، ونأمل أن تكتمل المرحلة الأولى من المتنزه خلال 4 سنوات، لكن قبله هناك مشروع مركز ترفيهي متكامل.