يشعر المأذون الشرعي الشيخ أحمد بن محمد دحمان، بسعادة غامرة وارتياح كبير وهو يصل برصيد الزيجات التي عقد قرانها إلى الرقم 450 زيجة، منذ أن بدأ عمله في عام 1425ه، مبينا أنه شعور يختلف عن أول إحساس شعر به عندما عقد أول زيجة له في العاشر من ربيع الأول من ذلك العام. ويقول ل«عكاظ»، إنه شعور غريب ممزوج بالارتباك والفرحة في آن واحد، فقد كنت مرتبكا جدا في البداية ولكن سرعان ما تبدد ذلك الارتباك وتحول إلى سعادة لا يمكنني وصفها. واستطرد المأذون دحمان قائلا: أعلى مهر سجلته كان 100 ألف ريال وأقل مهر ريال واحد، مشيرا إلى أن بعض الأسر يطالبون بعقد النكاح في المساجد، ألا أن الأغلبية يفضلون منزل أهل العروس. ويقول المأذون دحمان: «كثيرا ما واجهتني مواقف غريبة وأخرى طريفة خلال عملي هذا، ومنها عندما تواعدت مع أحد العرسان لإتمام عقد قرانه عند إحدى قاعات الأفراح في جدة، فدخلت القاعة واستغرب أقارب العريس والعروس والحضور، وسألتهم عن العريس فقالوا لم يأت بعد وهم يتساءلون بينهم باندهاش، وبعد ساعة اتصل بي العريس الذي تواعدت معه وأخبرني أن منزله بجوار القاعة وليس بالقاعة، فاعتذرت منهم فأخبروني أنهم هنا للاحتفال بزفاف أبنائهم، وأن حضوره أصابهم بربكة كبيرة خاصة أن هناك مشكلة صغيرة كانت بين العريس وأهل العريس توصل أهلهم لحلها، و مع ذلك أصابنا قلق من حضورك، وأضاف «عند لقائي بالعريس الآخر حدثته بما حدث فضحك الجميع». أما عن الشروط فيبين دحمان، أنه دائما ما تشترط العروس منزلا مستقلا وإكمال تعليمها، إلا أن أغرب شروط أصابه بالذهول أن إحدى العرائس اشترطت عدم زيارة والدتها لأنها معللة شرطها ذلك بأن والدتها كانت سببا في طلاقها سابقا، وأنها لا تريد أن يتكرر طلاقها، فيما طالبت أخرى بأن يحضروا لها شغالة قبل إتمام القران، وأضاف «دائما ما يكون الاتفاق على الشروط قبل مجيئي ولكن البعض يتفق أثناء حضوري». ويسترجع المأذون دحمان ذكرياته في هذا الخصوص، فيقول إنه حضر لعقد قران وكانت الأمور تسير في البداية جيدة جدا، إلا أنه وفجأة ينقلب الوضع ويحتدم الخلاف بين والد العريس ووالد العروس، فتدخل خال العروس بكتابة شرط والد العروس إلا أن العريس رفض بشدة فاشتدت الخصومة بينهما، مشيرا إلى أنه حاول الإصلاح فيما بينهما، إلا أن كلا الطرفين أصرا على رأيهما فحملت دفتري وغادرت. ويشير المأذون دحمان إلى أن المشكلات التي تواجهه في عمله كثيرة أهمها عدم التزام بعض أهل العرسان بإحضار الأوراق المطلوبة أو نقص بعضها؛ كأن تكون المرأة مطلقة ولم يصدر صك الطلاق، أو أن ولي أمرها متوف ولم يصدر صك حصر الورثة والغالب. وأكد المأذون دحمان أنه لا يتساهل في ضرورة وجود الولي، إذ إنه لا نكاح إلا بحضور الولي. وانتقد المأذون دحمان تأخير بعض الآباء في تزويج بناتهم، مبينا أنها مشكلة اجتماعية بدأ المجتمع يعاني منها كثيرا، وأنها ستؤدي إلى ما لا يحمد عقباها، وأضاف «خير ما انصح به هو تيسير الزواج للشباب وتعريفهم بالحقوق الزوجية والوجبات، ونصحهم الدائم بأن يكون منهاجهم في الحياة كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم».