صرح وزير الصحة السعودي قبل أيام تصريحا ينم عن طيبته وعن معدنه الأصيل وتربيته، والقاصي والداني يعرف أن عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة بمقياس الرجال هو رجل يبرأ لذمته الشخصية ويحرص تمام الحرص على علاقته برب العالمين، هو كشخص لانزكيه على الله، لكنه كوزير يجعلنا قبل أن نتكلم نتلمس جراحنا وخيباتنا وغصتنا الكبيرة وآمالنا التي كنا نبنيها مع قدوم جراح فصل التوائم العالمي، الطبيب المكسو بالنجاحات المهنية من رأسه إلى أخمص قدميه، صرح معالي وزير الصحة بأنه لاشيء يغلى على صحة المواطن، وهذا التصريح هو ضمن سياق ثقافة المجتمع السعودي عندما يقول لك «ما يغلى عليك شيء» ولو طلبته شيئا بشكل فعلي لتهرب منك وتحجج ولانقطعت علاقتك به إلى الابد، لأنه متعود عندما يقول لك ما يغلى عليك شيء بأن تقول له: سلامتك كل شيء بخير، وزيرنا المحبوب هو واحد من أفراد المجتمع السعودي يشبه الجميع في نواياه الطيبة وحبه الخير للجميع وأمنياته الحقيقية بأن يكون الجميع بخير، لكن نوايا الوزير الطيبة لم تكن كافية لنقل وزارته إلى مستوى مرضٍ، بل المستوى الصحي لايبقى للوزير الطيب من حلول سوى التحرك عاجلا لتغيير هذا الواقع والمسؤولين عنه، إذ لم يعد لديهم ما يقدمونه وليتحرك في مسار إداري صحيح يضعنا بصف الدول ذات المستوى الطبي العالمي، ولا ينشغل وزيرنا المحبوب بالتفاخر بشهادة اعتماد أمريكية لإحدى منشآته الصحية، فأي منشأة يتم التفاخر بجدرانها دون أناسها، تعبنا من تفاخر جامعاتنا ومستشفياتنا بالتصنيفات العالمية والواقع يقول إننا في وضع تعليمي وصحي لايدعو للتفاخر أبدا ! [email protected]