إمكانية توفر وقود جديد يمد الخلايا البشرية بالطاقة عن طريق توسيع المجال ببعض الأجهزة الصغيرة باستخدام تقنية النانو وزرعها في الدماغ البشري هو ما يطمح إلى دراسته والنجاح فيه الباحثون في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، حيث إن هذا سوف يمكن في نهاية المطاف إلى مساعدة المرضى المصابين بالشلل مما يمكنهم من تحريك ساقيهم و أذرعتهم مرة أخرى. وحينئذ فإن الباحثين في المعهد يعملون على تطوير خلايا الوقود هذه من السليكون والبلاتين، بحيث يمكن أن تستمر لسنوات عديدة مع مخاطر منخفضة ودون إثارة الاستحثاث المناعي للجسم. لقد ذكر راهول ساربيشكار الأستاذ المشارك في الهندسة الكهربائية وعلوم الكومبيوتر في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا «إن خلايا الوقود هذه تعرف بوقود الجلوكوز، حيث يتم اقترانها بالالكترونيات فائقة الطاقة لتحفيز توليد الطاقة التي تعمل لتكون ذاتية تماما». وعادة ما يتم إنتاج الطاقة اللازمة للجسم عن طريق تمثيل سكر الجلوكوز وتكسره ثم تحوله بعد ذلك إلى طاقة يستفيد منها الجسم أو قد يخزنها لاسترجاعها عند الحاجة وبذل المجهود. أيضاً فإن الجلوكوز الذي في السائل النخاعي في الدماغ يمثل إمدادات الوقود المستمرة للخلايا. ولقد تمكن العلماء في الماضي القريب من تصميم جهاز تنظيم ضربات القلب الذي يتم استخدامه حاليا عند معظم المصابين بجلطات في القلب أو الذين يعانون من ضعف في عضلة القلب وهذا دليل على إمكانية تمكين مفهوم توليد الطاقة بما يكفي لتلبية متطلبات الجسم البشري في حالة ضعفه. وذكر كريم عويس الأستاذ المشارك في الهندسة الكهربائية وعلم الحاسوب وعلم الأعصاب في جامعة ولاية ميشيغان أن الخطوة التالية لمعهد ماساتشوستس يجب أن تنطوي على إثبات فعالية عمل خلايا الوقود هذه في الحيوانات الكبيرة، التي أظهرت تمكنها عن طريق زرعها في مخلوقات صغيرة مثل المحار والقواقع. على أن الأجهزة التي تزرع في الجسم يجب أن تعمل على سد الفجوة بين الدماغ والجهاز وتسجيل الإشارات العصبية وفك الشفرات أو السيالات العصبية، والتمكن من الاتصال لاسلكيا مع ما يزرع في الدماغ، الأمر الذي يعد طبياً من الأمور التي لا تزال في طي التحدي ولا يمكن التوصل إليها في الوقت الراهن. وأضاف ساربيشكار سيكون هذا لبضع سنوات أخرى قبل أن نتمكن من إثبات فعالية هذه التقنية مع إصابات النخاع الشوكي واستقبال نظم زراعة خلايا الوقود الجديدة في الجسم التي يمكن أن نتصور أنها سوف توفر الطاقة أو الوقود اللازم «الجلوكوز» للخلية ليتم دفعها وتمكينها من سد العجز الذي يحصل في الدماغ نتيجة إصابات النخاع أو الحبل الشوكي. (*) استشارية الفيروسات عضو هيئة التدريس في جامعة طيبة.