أجهضت الجمعيات الطبية العالمية رغبة الكثير من الآباء والأمهات في استمرار السير على خطى قاعدة شعبية تزعم بإمكانية تحديد جنس المولود ما إذا كان ذكرا أم أنثى من خلال الطعام الذي تتناوله الحامل. وفيما ما زالت بعض العادات الغذائية مسيطرة على الكثير من الأسر، التي من بينها أن تناول الخروب ينجب ذكرا، والقشدة تنجب أنثى، حذر عدد من الأطباء المختصين الإفراط في هذا الأمر اعتقادا بصحته، الأمر الذي يحرم الحامل من الكثير من المواد الغذائية الضرورية التي هي في أمس الحاجة لها. وفيما يعكف المختصون على البحث العميق عن كيفية تحديد جنس المولود، بعدما تم التوصل إلى أن عامل الأب هو السبب، بات الانترنت وسيلة لبث الكثير من الشائعات الضارة في التأكيد على أنه يمكن أن يتم تحديد الجنس إذا ما تم تناول أطعمة بعينها، بل تمت الإشارة إلى ما اعتبر أبحاثا توصلت إلى هذه النتيجة. لكن استشاري وأمين عام الجمعية السعودية لطب النساء والولادة الدكتور هشام عرب حسم التأكيد بعدم اتباع ما يردده البعض بتناول أو تجنب بعض المأكولات لأنه ليس هناك ما يثبت علميا أن الأطعمة تحدد جنس المولود، مشيرا إلى أنه يجب عدم الانسياق وراء المواقع الإلكترونية التي تروج لشائعات لا أساس لها من الصحة، وليست سوى مجرد أوهام تنساق وراءها الحوامل. وأضاف: «لوحظ أن كثيرا من المعالجين أو المتخصصين في التغذية ينصحون السيدات بتناول وجبات معينة وتجنب أخرى من أجل إنجاب ذكر أو العكس، ولكن في الواقع فإن السيدة الحامل تحتاج إلى تناول كل الأطعمة إذا لم يكن لديها أي نوع من الحساسية تجاه أي من أنواع الطعام، لأنه خلال فترة الحمل تزداد حاجة السيدة إلى الفيتامينات والمعادن والألياف وعناصر أخرى لأنها وعبر المشيمة تغذي مولودها. ويتفق استشاري النساء والولادة وجراحات التجميل النسائية في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني في جدة الدكتور وائل عواد، على أن دور الغذاء في تحديد جنس المولود غير مثبت علميا، بل إن الأبحاث التي وردت في هذا المجال لم تتبنها أية جمعية طبية دولية وذلك لافتقارها للأدلة العلمية المؤكدة، مضيفا: «تمر السيدات في فترة الحمل بتغيرات فسيولوجية عديدة فتشتقن إلى تناول أنواع من الأطعمة، إلا أن البعض ينصحهن بتأخير ذلك، وعدم تناول أنواع معينة حتى ترزق الحامل بذكر أو أنثى، إلا أنهن يقعن في خطأ كبير، حيث ربما يحرمن من الإنجاب، بسبب حرمان الأم وجنينها من احتياجاتهما لعناصر غذائية ضرورية، خاصة في فترة الوحم. وكان ما يروج يشير إلى أن المعادن الموجودة في المأكولات يمكن أن تغير قابلية البويضة على استقبال الحيوانات المنوية المذكرة أو المؤنثة، حيث إن للمعادن دورا في تعديل درجة حموضة وقلوية الإفرازات المهبلية، فيصبح المهبل أكثر تقبلا لهذا النوع من الحيوانات المنوية أو ذاك، وبحسب هذه النظريات فإن المعادن التي تلعب دورا أساسيا في تحديد جنس المولود هي الصوديوم والبوتاسيوم والماغنيسيوم والكالسيوم. وتضيف المزاعم أن زيادة نسبة الصوديوم والبوتاسيوم في الغذاء وانخفاض نسبة الكالسيوم والماغنيسيوم يجذبان الحيوان المنوي الذكري للبويضة ويستبعدان الحيوان المنوي الأنثوي وبالتالي تزيد احتمالات إنجاب الذكور والعكس صحيح. وهناك ادعاءات أخرى تشير إلى أن الأطعمة التي تساعد الأمهات على إنجاب ذكور تشمل المملحة والأسماك والمياه المعدنية والخضراوات مثل الطماطم والخرشوف والمشروم والكرفس والبنجر والذرة والفواكه مثل التين والبلح والجريب فروت والتوت والأناناس والبطيخ والموز والخوخ والبرتقال والبقول مثل الفول والفول السوداني والبازلاء الجافة واللوبيا الجافة والعدس والزبيب والخروب.