اعتبر أهالي عرعر الحديث عن مشروع المدينة الصحية في منطقتهم دون إزالة آثار التلوث القائم منذ أكثر من عشر سنوات مجرد «زوبعة في فنجان»، داعين الجهات المسؤولة في أمانة المنطقة للالتفات للحال الذي بلغته المدينة من حيث معدلات التلوث بدلا من الاكتفاء بطباعة الكتيبات الفاخرة دون معالجة أساس المشكلة. ويعترف الأهالي أن المشروع الصحي فخر للمنطقة، لكن تنفيذه لا يأتي بمجرد التصريحات دون البحث في أساس المشروع الذي يجب أن يعتمد على التخلص من كافة مشاكل التلوث التي تعاني منها المنطقة، لا البحث عن لقب معنوي لا يتفق مع أرض الواقع. وأكدوا أن وادي عرعر يمثل قمة التلوث في المنطقة، فالمياه راكدة في الوادي الذي يقسم المدينة إلى شطرين، بالإضافة إلى كثرة الكسارات التي تنفث الغبار في صدور الأهالي، فتضاعفت حالات الربو والحساسية خاصة عند الصغار، فيما تمثل محطة الصرف الصحي في وسط الأحياء بؤرة أخرى للتلوث لا تتناسب مع الهدف الذي يسعى له القائمون على مشروع «عرعر الصحية». ويتفق عدد من سكان عرعر عرضوا مشاكلهم على «عكاظ» على أن اللجان العاملة في المشروع تجتهد في طباعة الكتيبات الأنيقة التي تعزز الحرص على إنجاح المشروع، لكنها لا تهتم بالتلوث في وادي عرعر والذي تتجمع فيه مياه الأمطار والمخلفات من الشوارع فيصبح بؤرة للمياه الملوثة فتتوالد الحشرات لتداهم السكان. وأوضح كل من عبدالله الدهمشي وناصر المضياني أن الكسارات في المنطقة هي الأخرى عامل تلوث لا يليق وشكل المدينة الحالمة، وأضافا «وجودها وسط الأحياء لا يخدم الأهالي، ولا يتفق والمعايير الصحية للمنطقة، ويجب ترحيلها لخارج النطاق العمراني وهو دور أمانة المنطقة». ويعتب كل من ماجد الشملاني وسلطان السويلمي وفهاد الرويلي وعوض العنزي وسيف العنزي على شركات الفوسفات عدم المبادرة في إنشاء مستشفى خاص كإجراء احترازي ووقائي لما تملكه من امتيازات خولتها للعمل غربي المدينة، وتقديم خدمة اجتماعية لتفادي الضرر الذي تحدثه من الغبار العالق باتجاه مدن عرعر وطريف والجلاميد، بالإضافة إلى التهديد البيئي الصادر من شركات التعدين في حزم الجلاميد غرب عرعر. وأشاروا إلى أنهم طالبوا بنقل محطة الصرف الصحي وأسواق الأنعام والأعلاف، وهما المشكلتان اللتان لم تعالجا منذ أكثر من عشر سنوات مما أضر بالأحياء الشمالية المتاخمة لمحطة الصرف الصحي والتي أزكمت برائحتها حي الربوة وشمال المنصورية. منسق البرنامج: لم نغفلها أكد منسق برنامج مدينة عرعر الصحية فهد بن طويرش العنزي أن برنامج المدن الصحية لم يغفل المواضيع ذات العلاقة بالإمداد بالمياه والإصحاح والتلوث والمسكن الصحي فهي على قائمة الاهتمامات، مشيرا إلى أن تجربة تطبيق برنامج المدن الصحية (المشاركة المجتمعية) أكدت أن أفراد المجتمع ومؤسساته لديهم القدرة على مواجهة القضايا المجتمعية وفي مقدمتها القضايا البيئية وذلك من خلال استراتيجياتها الشمولية التي تسعى وفقها إلى تحقيق أهدافها حسب الأولويات. وبين أن المشروع يهتم من الناحية التطبيقية بظروف البيئة الفيزيائية والخدمات الأساسية اللازمة لتحسين الصحة والارتقاء بمستوى المعيشة لدى أفراد المجتمع.