ثمن عدد من العاملين في مجال البيئة والتنمية المستدامة توصيات الدورة الثالثة للقمة التنموية العربية الاقتصادية والاجتماعية التي عقدت في الرياض، خصوصا تلك المتعلقة بالبيئة والتنمية المستدامة، معتبرين في تصريحات ل «عكاظ» أن الحث على المحافظة على البيئة والاهتمام بالقضايا البيئية يجب أن يكون في صدر الأولويات من خلال الإسراع في تحديث وتسريع مبادرات التنمية المستدامة في الدول العربية. وقالت الدكتورة ماجدة أبو راس، عضو مجلس الإدارة في جمعية البيئة السعودية (sens) إن الحفاظ على البيئة والتنمية المستدامة أصبح أمرا عالميا لا يمكن أن يهمل، معتبرة أن تناول القمة العربية التنموية لهذا الموضوع وجعله من ضمن التوصيات والقرارات سيسهل وسيسرع المشاريع المتعلقة به. وأكدت أن هذه التوصية التي جاءت في الوقت المناسب، ستنعكس إيجابيا على عملنا وجهودنا في المملكة، خصوصا على مشروع التوعية البيئية والتنمية المستدامة الذي تتبناه الجمعية، مشددة على أن توصيات القمة حول البيئة هي بمثابة استراتيجية واضحة لتحقيق الحلم الذي يطمح كل بلد عربي في تحقيقه، إضافة إلى تأسيس بنية تحتية صديقة للبيئة ضمن خطة منهجية في التنمية البيئية المستدامة. وأضافت «نحن بدورنا نفذنا بعضا من هذه الخطط المتعلقة بالحفاظ على البيئة والتنمية الستدامة وما زلنا نعمل لزيادة وتكثيف برامجنا لنحقق أهدافنا سواء على المدى القصير أو البعيد من خلال أنشطتنا وحملاتنا التوعوية والتي تأتي تحت عنوان «بيئتي – علم أخضر، وطن أخضر». من جانبه قال الدكتور هشام عبد الله الجيلاني عميد الجودة والاعتماد الأكاديمي في جامعة الجوف وعضو لجنة البيئة في الغرفة التجارية سابقا، إن تسليط القمة الضوء على موضوع البيئة خطوة جاءت متناغمة مع الاهتمام العالمي في الحفاظ على البيئة الذي بدأ به الغرب منذ أمد، لما وجدوه من مشاكل وكوارث قد تقع جراء إهمال هذا الجانب المهم. وأضاف أن على الدول العربية أن تولي هذا الأمر اهتماما أكبر من خلال تفعيل الخطط والاستراتيجيات المطروحة حول البيئة والتنمية المستدامة، مشددا على أنه آن الأوان لأن يكون موضوع البيئة من ضمن أولوياتنا لئلا تتعرض بيئتنا للتلوث وتكون عرضة للكوارث والتداعيات التي لا تحمد عقباها. ورأى أن مسؤولية الحفاظ على البيئة وتفعيل دور التنمية المستدامة لا يمكن أن تنحصر فقط في المؤسسات الحكومية، بل إن العملية تكاملية تشترك فيها مؤسسات الدولة بمشاركة القطاع الخاص والشركات وحتى الأفراد، ضمن برامج خدمة مجتمع وبرامج توعوية تعزز هذه القيمة وهذا المفهوم بين أفراد المجتمع، على اعبتار أنها عملية ثقافية عامة قبل كونها عملية تنفيذية تقوم بها مؤسسات. أما المهندس عادل سالم باديب عضو مجلس الإدارة في جمعية البيئة السعودية وعضو في المنظمة العربية الأوروبية لحماية البيئة فقال إن تكاتف الدول العربية في وضع استراتيجيات وبرامج عملية للحفاظ على البيئة وتفعيل التنمية المستدامة، يجب أن يكون من أولويات البرامج الوطنية للدول العربية، التي يمكن أن تكمل بعضها البعض في هذا المجال، مشيرا إلى أن الدول العربية يكمن أن تستفيد من دور المملكة الرائد في الحفاظ على البيئة في مجالات معينة، كما أن المملكة يمكن أن تتبنى تجارب دول عربية أخرى في مجلات التنمية المستدامة وتطبيقها في السعودية وبذلك نكون قد فعلنا بنود هذه التوصيات التي جاءت بها القمة العربية التنموية. وقال إن كثيرا من الدول العربية ما زالت تعاني من قصور في تطبيق المعايير العالمية البيئية والتنمية المستدامة التي قررتها مؤتمرات عالمية مثل مؤتمر الأممالمتحدة للتنمية المستدامة ريو +20 والمؤتمر الثامن عشر لاتفاقية الأممالمتحدة الإطارية للتغير المناخي الذي عقد مؤخرا في الدوحة. وأضاف «يجب أن تتضافر الجهود في الدول العربية للوصول بالمستوى البيئي إلى المستوى العالمي المطلوب».