أعرب مسؤولان فلسطينيان عن أسفهما لتغييب الرئيس الأمريكي باراك أوباما للقضايا العربية في خطابه خلال حفل التنصيب لمرحلته الرئاسية الثانية، لكنهما أكدا في استطلاع ل «عكاظ»، أن ذلك لا يعني غياب الدور الأمريكي في المنطقة، مشيرين إلى عزوف الإدارة الأمريكية عن التدخلات العسكرية في المنطقة بعد درس العراق وأفغانستان، لافتين إلى أن اهتمام الديمقراطيين في الولاياتالمتحدة بالأوضاع الداخلية، على حساب القضايا الخارجية. وقال الوزير عمر الغول المستشار السياسي لرئيس الوزراء «خطاب أوباما يبدو مؤشرا واضحا لما كان عليه خطاب الحزب الديمقراطي عشية الانتخابات، من حيث إن الأولوية الرئيسية هي لسياسات أوباما في الشؤون الداخلية، وإنه سينأى بنفسه وبإداراته عن القضايا ذات الإشكاليات والتعقيدات وخاصة قضية الشرق الأوسط، وهو لا يريد الصدام مع اليمين الإسرائيلي واللوبي اليهودي مرة أخرى، بمعنى أن غياب الحديث في خطاب أوباما عن قضايا العالم والمنطقة لا يعني أن الإدارة الأمريكية أدارت الظهر لدورها المركزي في رسم السياسات العالمية، ولكن الأولويات التي تتحدى أوباما هي الأولويات الداخلية». وأضاف بالتأكيد هذه قضايا أساسية ولكن في ما يتعلق بالملف السوري هناك تقدير رغم الاتجاه العام بالنسبة للإدارة الأمريكية وأوروبا بضرورة تغيير النظام السياسي إلا أن الاتجاه يميل وفق ما رشح من معلومات في معالجة ملف السوري سياسيا. أما في ما يتعلق بالملف الفلسطيني فالكل يعلم أن ما قاله الصحفي الأمريكي غولد بيرغ بلسان الرئيس أوباما عن سياسات بنيامين نتنياهو ودوره التخريبي في عملية السلام وعدم قدرته على التقدم نحو تحقيق خيار الدولتين على حدود عام 1967، وهو لا يريد أن يدخل في الفضاء المعلن في اشتباك ما مع اليمين الإسرائيلي وخاصة أن اليمين المتطرف بقيادة بنيامين نتنياهو. فيما قال المهندس عماد الفالوجي وزير الاتصالات السابق ورئيس مركز حوار الحضارات في غزة «نأسف لهذا التوجه الأمريكي في غياب القضايا العربية عن خطاب أوباما، ونأمل أن لا تكون هذه سياسة جديدة للإدارة الأمريكية في تجاهل دورها في المنطقة». وأوضح أن المشكلة مع الإدارات الأمريكية في سياستها الخارجية تجاه القضايا العربية والشرق الأوسط، وفي ما يتعلق بفلسطين فمن المعروف أن الإدارة الأمريكية دائما تظل منحازة بشكل كبير وغير عقلاني باتجاه إسرائيل وهذا مرتبط بالوضع الداخلي في إسرائيل، حيث من المتوقع أن يحقق اليمين الإسرائيلي نتائج كبيرة داخل الانتخابات وبالتالي أعتقد أن أوباما لا يريد أن يشتبك مع اليمين خلال سنواته القادمة وخاصة أنه أبدى موقفا في الأيام الماضية ضد نتنياهو ما أوقعه في حرج شديد، وأعتقد أن اللوبي الصهيوني داخل الإدارة الأمريكية ضغط على الرئيس أوباما بعدم الاصطدام مع اليمين الإسرائيلي القادم.