تعد العين الحارة من أهم العيون بمنطقة العارضة التى تبعد عن مدينة جازان بنحو 45 كلم، وكانت تشهد إقبالا كبيرا من العائلات والمواطنين من جميع مناطق المملكة، من أجل الاستشفاء خاصة المصابين بالأمراض الجلدية والروماتيزم، حيث أظهرت النتائج للمصابين بالحساسية تحسنا واضحا من هذا المرض، ما أدى إلى زيادة التردد عليها للإفادة منها والاستمتاع بالأجواء الطبيعية وأشجار الدوم المعمرة، وترتادها بعض الأسر للتنزه معتبرينها وجهة سياحية بالمنطقة، إلا أن هذا الموقع يفتقد إلى النظافة والعناية وبدأ الإقبال عليه يقل بسبب سوء النظافة والروائح الكريهة. بداية، أكد حسين خالد الحازمي من سكان العارضة، أن سمو أمير منطقة جازان وجه الأمانة بتطوير وتحسين موقع هذه العين وتوفير كافة الخدمات بها وصيانتها حتى تكون مهيأة لاستقبال الأعداد الكبيرة التي تزورها من كل مناطق المملكة، وأضاف أن العين الحارة تعاني اليوم من الإهمال الواضح وانتشار الأوبئة بين جنباتها. واستطرد الحازمي: موقع العين الحارة الآن يعكس صورة غير حضارية عن وضعها الذي تعيشه حاليا، جراء النفايات وطحالب المياه الراكدة بالإضافة إلى انعدام النظافة وتجمع الحشرات الضارة التي باتت تهدد زائريها بالأمراض، وتحتاج إلى قليل من الرتوش حتى تصبح منتجعا سياحيا للمنطقة ولزوارها من المناطق الأخرى بالمملكة. ومن جانبه، أشار محمد النجعي إلى أن العين الحارة من أبرز العيون بالمنطقة لارتفاع درجة حرارتها ولاحتوائها على مواد تساعد على الاستشفاء من الأمراض الجلدية بصورة واضحة، خاصة عند الاستحمام بها بالإضافة إلى الأمراض الروماتزمية، لاحتوائها على الكالسيوم والكلوريد والكبريت والمغنسيوم، إلا أن كل هذه الفوائد لم تشفع لها حتى تكون من أفضل المواقع لاستقبال المواطنين. من جهته، أفاد أستاذ الكيمياء بجامعة جازان الدكتور عبدالناصر بن محمد أن العيون الحارة تعرف باحتوائها على مواد معدنية كبريتية في شكل أملاح ومواد كيميائية مذابة، وتكون درجة حرارتها مرتفعة نتيجة لارتفاعها من أغوار بعيدة من طبقات الأرض أو لقربها من البراكين، مؤكدا أن مياهها شديدة الحرارة وحرارتها تكون اعتيادية من الدخان الأبيض المتصاعد من أبخرتها. وبدوره، أوضح محمد معافا أن من فوائد الاستحمام بمياه العين الحارة معالجة الأمراض الجلدية ومنها الصدفية والحساسية والجرب والهرش والأكزيما ولكن أصبحت اليوم تعاني من الإهمال، الأمر الذي أدى إلى عزوف الكثير من المواطنين الذين يبحثون عن الشفاء عنها وكان لا بد لأمانة منطقة جازان بعد توجيههم من أمير المنطقة بالعناية بها وإيصال الطرق إليها وتحسين دورات مياه النساء والرجال، بالإضافة إلى عمل جلسات عائلية بين الأشجار المحيطة بها والتي تفتقد العناية. وأضاف معافا أن الموقع يحتاج إلى توفير الكثير من الخدمات التي يحتاجها الزائر ومنها النظافة ودورات المياه المجهزة والجلسات التي يحتاجها الزائر بالإضافة إلى جلسات خاصة بالعوائل والعناية بالأشجار المحيطة بالموقع ورشه بمبيدات الحشرات والبعوض والتخلص من المياه الراكدة التي تتكاثر عليها القوارض بالإضافة إلى إيصال الخطوط إليها.