في الأسبوع الماضي وصلتنا تقارير عن المركبة الفضائية الأمريكية مسباركبلر حيث اكتشف 17 مليار كوكب في حجم كوكبنا في مجرتنا درب التبانة التي تعتبر واحدة من مليارات المجرات، تذكرت وأنا أقرأ هذا التقرير ماذا قاله الأسد في خطابه الأسبوع الماضي وهو مفعم بالغرور وكأنه لا يعلم ما يدور على الأرض، وتساءلت كم يوم بقي له في الحياة ثم يواريه الثرى؟ لقد تابعت عبر التلفاز الأسد وهو يلقي خطابه ،وكنت جازما أنه مغيب عن الواقع لا يرى ما يحدث في سورية، ولا يشاهد إلا التلفاز السوري، ولا يستمع إلا لمن هم حوله، وثبتت قناعتي من ثباته وعدم ارتباكه، ويتكلم بثقة، وعزز من اقتناعي تلك المسرحية الهزلية في القاعة من الحشد الكبير، والهتاف الذي استفز كل من شاهده. لكن قناعاتي ما لبثت أن تبددت عندما تابعت المقابلة التي أجراها أحد المذيعين البريطانيين مع رئيس الوزراء السوري رياض حجاب الذي انضم إلى الثورة، عندما قال: بأن القرارات تصدر من بشار وممن حوله من العائلة، وأن إيران هي التي أصبحت تتحكم في مفاصل القرار، وتمده بالسلاح والعتاد، وروسيا تدعمه سياسيا وتسليحيا، أدركت وقتها أن بشار لا يملك حتى الانسحاب وتسليم السلطة، لأنه إذا فكر في ذلك فإن روسياوإيران لن توفرا له الملاذ الآمن. لقد شغل الأسد بخطابه المحللين السياسيين، فهذه المتحدثة باسم مفوضية الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون، تقول: بأن الاتحاد يدقق في خطاب الأسد ليرى إذا كان يتضمن شيئا جديدا، لكن موقفنا واضح يتمثل في تنحي الأسد، ليتيح المجال لعملية الانتقال السياسي. فلماذا يتباطأ التحالف الوطني المعارض في تشكيل الحكومة الانتقالية في الخارج ليتم الاعتراف الدولي بها، وتتمكن من استلام السلطة حالما يهرب الأسد أو يقتل، لكن الفرصة متاحة لانقلاب في مجلس الرئاسة وإلا وصل الأمر في سورية إلى درجة من الفوضى لا يمكن السيطرة عليها.