في مواجهة إسرائيل فشل العرب تقريبا حتى الآن في معركتهم السياسية والعسكرية وكذا الإعلامية معها، ولا حكم للاستثناءات. حاصل ميزان الربح والخسارة حتى الآن يرجح لصالح إسرائيل. ميدانيا هي تحتل أراضي عربية وفلسطينية، وعسكريا وسياسيا واقتصاديا إسرائيل دولة قوية ويساندها الغرب بالحفاظ على أمنها، فقد تم التزاوج بين إسرائيل والغرب بسبب المصالح المشتركة لهما في الوقوف ضد العرب وتطلعاتهم نحو مستقبل أفضل.. منذ بداية الصراع العربي الإسرائيلي اتجه العرب إلى الاستعانة والاعتماد على الغير، ولم يعملوا حتى الآن على تعزيز قوتهم الذاتية والتنسيق فيما بينهم لمواجهة إسرائيل التي لا زالت رابضة على الأراضي المحتلة ومستمرة في تعزيز قوتها الذاتية مقابل العرب، حتى توصلت إلى صنع السلاح النووي. استعان معظم العرب بالاتحاد السوفيتي فورطهم واستعانوا بالولاياتالمتحدةالأمريكية والدول الأوروبية فخذلوهم واستعانوا بالأممالمتحدة ولم تنصرهم لأنها تحت تأثير الدول المذكورة. وراهن العرب تاريخيا على الحزب الديمقراطي في الولاياتالمتحدة وحزب العمل في إسرائيل. وما الحزب الديمقراطي إلا صنو الحزب الجمهوري، وكلاهما واقع تحت تأثير اليهود والإعلام اليهودي وتحت تأثير إسرائيل ومن ورائها الصهيونية. وحزب العمل الإسرائيلي ليس أرحم أو أكثر اعتدالا من حزب الليكود والأحزاب اليمينية الأخرى. فحزب العمال هو الذي أعلن إقامة دولة إسرائيل وزرع المستعمرات وأقام المجازر ونفذ سياسات التهويد واحتلال الأراضي العربية وضمها لإسرائيل وشن العدوان تلو الآخر على الفلسطينيين (وبالمقارنة معاهدة كامب ديفيد المشهورة تمت والحزب الحاكم في إسرائيل هو حزب الليكود، اليميني المتطرف). يبقى للعرب قوتهم الذاتية التي حتى الآن لم ينجحوا بشكل عام في توظيفها موحدة لصالح قضاياهم وفي طليعتها قضية فلسطين. قوة العرب يعزز فعاليتها تفاهمهم وتضامنهم ووحدة كلمتهم، ويعني هذا تعاونهم في توحيد قدراتهم العسكرية والسياسية والإعلامية، والتنسيق الجاد والمستمر فيما بينهم في شتى الأمور الجوهرية والأساسية. العرب مهددون من قبل أعداء كثر، ومنهم الجاران إسرائيل وإيران، وكلاهما محتل لأراض عربية، ويطمعان في المزيد. ويشهد التاريخ أنه ما إن اتحد العرب إلا والانتصار حليفهم، فانتصروا على الصليبيين والتتار (وعلى إسرائيل في حرب 1973م؟).. حتى الآن لا توجد خطة موحدة أو استراتيجية إعلامية تتبناها الدول العربية بهدف تعرية إسرائيل وتعرية مزاعمها في الأرض العربية بفلسطين وغيرها، وتعرية ما تقوم به إسرائيل من ظلم واضطهاد للشعب الفلسطيني. الإعلام في الدول العربية مؤدلج ومنكفئ بشكل عام على الجانب المحلي والرسمي لكل دولة مع استخدامه في الخلافات فيما بينها.. في المقابل كسبت إسرائيل معظم دول العالم تقريبا بإعلامها المركز والمكثف، يساعده الإعلام اليهودي والصهيوني العالمي والإعلام الغربي بشكل عام. لا توجد الآن دولة غربية تؤيد علنا القضاء على دولة إسرائيل أو المساس في أمنها. لم يترك الإعلام الإسرائيلي والصهيوني، خاصة في الولاياتالمتحدة والدول الأوروبية، وسيلة إلا استثمرها ضد العرب كعنصر وثقافة وسلوك.. الخ. وعندما عارضت بريطانيا صفة المراقب لدولة إسرائيل في الأممالمتحدة كان ذلك بعد رفض الرئيس محمود عباس شرطين بريطانيين: عدم انضمام دولة فلسطين إلى محكمة الجنايات الدولية، والشروع في المفاوضات المباشرة مع إسرائيل. الموقف البريطاني هذا راعى رغبة حكومة المحافظين بتأييد الإعلام اليهودي والصهيوني لحزب المحافظين في الانتخابات المقبلة. وخلاصة القول إن إسرائيل بإعلامها تمثل قوة شر تسببت في قتل الفلسطينيين وتشريدهم وتدمير بلادهم، والله تعالى يقول «من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات ثم إن كثيرا منهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون» ( المائدة 32)، ( يتبع).