الكل يتحدث عن يمن المستقبل، إلا أنني لم أجد من يقدم إجابات واضحة أو يملك حدا أدنى من الإجماع للمشاكل، وتحليل الواقع وما يطرح من حلول هدفه مغالبة الخصوم، حيث إن كل طرف لديه مشروعه وكل مشروع يبني الحواجز لا التواصل، وفي حالة حدث تواصل فإن القادة يبنون العوائق فيما بينهم. يبدو لي في لحظات الغضب أن المواجهة هي الوسيلة الوحيدة التي لابد منها لنكتشف كم الغباء أحمق في حياتنا! وأصبح التشنج طريقا لحماية الحقوق. وفي نفس الوقت هناك من ما زال متمسكا بالقيمة والمبدأ إلا أن الواقع يدفع الجميع إلى فوضى ومخزون القيم يتم تفجيره عبر صراعات الساسة. لا خيار في ظل الفوضى التي يتم تصنيعها من قبل الأحزاب والتيارات التقليدية إلا أن يتجه المجتمع في كل المناطق إلى حماية نفسه وترتيب صفوفه لمعالجة قضاياها والوقوف بحزم وشدة أمام كل أعمال التخريب وعلى المجتمع ألا يتحول إلى أداة بأيدي القوى الانتهازية وهذا الأمر قد يحتاج إلى انتفاضة لتعزيز التعاون والاحترام وبناء الثقة!. وعلى منظمات المجتمع المدني أن تبدع في هذه المسألة وتساعد المجتمع على تفعيل دوره لإنقاذ نفسه! نحتاج حملة طويلة يؤسس لها المجتمع المدني والقوى الاجتماعية بكافة تكويناتها بمعزل عن الدولة والساسة تركز على إعادة اللحمة الاجتماعية وتعزيز الثقة وتفكيك النزاعات والخصومات في المجتمع، لا بد من صلح واسع وهو المقدمة الضرورية للخروج من المعضلة ومدخل لتمكين المجتمع من فرض خياراته. السياسة بلغتها الميكيافلية لم تعد مجدية لتأسيس المستقبل، صدقوني إن لم يتم تبني وعي جديد في التعامل مع التحولات فلن نخرج من الكهف وسنكرر أنفسنا.