العلم لم يعد حكرا على شخص بعينه وأصبح في متناول يد الجميع، وذلك بسبب الثورة التقنية التي جعلت من العالم أجمع قرية صغيرة. لقد تدفق العلم وأصبحت المعلومة سهلة المنال، فاليوم نستطيع أن نحقق مستوى علميا أفضل وأن ننمي معارفنا وبالتالي اتساع مداركنا وإنارة عقولنا، ولعل الجميل هو تتويج تلك الخبرات المعرفية والمعلوماتية بشهادة جامعية معتمدة من قبل دولة عظيمة يحكمها رجل يحب التعلم ويحب التنور فأنار بفطرته سحابات قاتمة وبددها ببعثات خارجية، واليوم تكتمل نظرته الثاقبة ليعلن عن ميلاد الجامعة السعودية الإلكترونية وهي جامعة ليست للكل ولكنها للصفوة التي تسعى أن ترتقي بفكرها وأن تنير دروبها بمعلومات تبحث عنها وليس كالمعتاد حيث إنها تجعل من المتعلم هو الباحث الأول وتجعل من المعلم أداة مساعدة. الجامعة السعودية الإلكترونية هي جامعة ليست بعادية ولكنها جامعة رائدة سوف نفخر مخرجاتها مع أول دفعة تخرج منها، فالمهارة لديهم سوف تكون عالية والمعلومة ثابتة وراسخة فهم من سعوا خلفها ولم تسع هي نحوهم، جامعة فقط للمجتهدين ومن يرغب في تطوير قدراته وذاته. إذن يا من تتعلمون بها ثقوا تماما بأنكم لن تستمروا في تعلمكم في هذه الجامعة إلا إذا كانت لديكم رغبة قوية في تحقيق الذات والاستفادة من الخبرات وتتويجها بأقوى الشهادات، فرغم ظروف كل فرد منكم إلا أنه قرر أن يستمر وأن يقهر الظروف وبالتالي هو إثبات للجميع بأن من يتعلم بمثل هذه الجامعة يملك إرادة صلبة ويسعى وبكل قوة لتحصيل العلم والمعرفة، ويعتمد في ذلك على الله أولا ثم على النفس وبمساعدة أساتذة أجلاء. وختاما، مثلي مثلكم، أتعلم بها بعد تسعة عشر عاما من التوقف الدراسي ولكن لم أتوقف يوما في تطوير ذاتي وزيادة مداركي المعلوماتية ها أنا اليوم أعود عبرها بحثا عن إنجاز أضيفه إلى إنجازاتي الشخصية، وتحقيق نصر على الظروف وأسأل الله العلي القدير أن يوفقني وإياكم في إثبات بأن نظرة ذاك الملك الحاني أنها نظرة ثاقبة وأن نحقق تطلعاتنا وتطلعاته أطال الله عمره وأنار بصيرته ووفق خطواته وأن يعينه بالبطانة الصالحة تنسينا أياما كادحة عشنا سوادها.