وجه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، المؤرخ والشاعر إبراهيم مفتاح، في خطاب تلقاه من المشرف العام على مركز التراث العمراني الوطني الدكتور مشاري النعيم، بإعداد كتاب عن قرية القصار الأثرية التابعة لمحافظة فرسان، يحتوي على تاريخ ونشأة وتطور القرية وسمات الحياة التي كانت سائدة بها، على أن تتولى الهيئة طباعة الكتاب ليوزع على المهتمين وزوار القرية. وأعرب المؤرخ إبراهيم مفتاح عن سعادته بهذه الثقة، وقال شرفت بإسناد المهمة لي، مؤكدا أنه بدأ منذ ما يقارب الخمسة أشهر في إعداد الكتاب، وجمع المعلومات وأصبح جاهزا للطبع. ويضيف مفتاح « تعتبر القصار من القرى التراثية القديمة التابعة لجزيرة فرسان، الجزيرة الحالمة في الجنوب الشرقي من البحر الأحمر، وتبعد عن الجزيرة بنحو خمسة كيلو مترات جنوبا، وتعتبر أكبر واحة نخيل فيها. وتم بناؤها من الحجارة وجريد النخل، وكان أهل فرسان ينتقلون إليها على ظهور الجمال بعد موسم صيد سمك الحريد في أواخر أبريل، وتعود أهمية القرية إلى كونها منتجعا صيفيا يقضي فيه أهالي فرسان ما يزيد على الثلاثة أشهر متزامنة مع موسم يطلقون عليه (العاصف) وهي رياح الشمال الصيفية المعلنة عن موسم استواء رطب نخيلها، وتمتاز بعذوبة مياهها الجوفية، وقربها من سطح الأرض، حيث لا يزيد عمقها عن سبعة أمتار، وعثر الباحثون في المنطقة على نقوش خطت على بعض حجارتها بالخط الحميري، ونقوش أخرى بالحروف اللاتينية القديمة، وأوضح الأديب والمؤرخ إبراهيم مفتاح أنه وجد نقوشا صنفها الخبراء بأنها تعود إلى العام 24 قبل الميلاد في منطقة الكدمي الواقعة في قرية القصار، كما وجدت كتابات بخط المسند الجنوبي تعود إلى العهد الحميري، وأشار مفتاح المهتم بالآثار في المنطقة إلى أن قرية القصار خصبة بالآثار التي تعود إلى العهد الروماني، إذ بداخلها ما يشبه كنيسة قديمة، وفيها بعض الرسومات والكتابات القديمة بعضها يعود للعهد الحميري، فيما تقع بالقرب من القرية قلعة لقمان على بعد 2 كم منها، فتظهر على مكان مرتفع أطلال لبرج أو حصن دفاعي قطره أكثر من عشرة أمتار شيد بحجارة ضخمة وهو في مكان استراتيجي بالنسبة للجزيرة، ويعود الحصن الأثري إلى الفترة الإسلامية المتأخرة؛ وذلك يتضح من نوعية الفخار المنتشر حول الموقع. من جهة أخرى، أصدر الأمير سلطان بن سلمان قرارا بإعادة تشكيل اللجنة الاستشارية لنشاط الإيواء السياحي في المملكة. تهدف اللجنة ضمان تقديم خدمات متميزة وموثوقة في نشاط الإيواء السياحي، بما يتناسب مع المعايير العالمية، واحتياجات السوق في المملكة. وتضم اللجنة عددا من ملاك ومشغلي مرافق الإيواء السياحي، وتعمل على تقديم المشورة الفنية لنشاط الإيواء السياحي، وإعداد البحوث، ونشر المعلومات المتعلقة في النشاط، إلى جانب وضع السياسات والخطط لتحفيز المستثمرين على الانضمام لهذا النشاط، واقتراح الحوافز وأساليب الدعم لنمو نشاطاتهم.