عرف واشتهر بين المهتمين بالتاريخ وأنساب القبائل، وباطلاعه الواسع وعمقِ معرفته بما خلده التاريخ، بدأ حياته معلماً لتخصص الاجتماعيات «التاريخ والجغرافيا» عام 1386ه وعاش حياته في التعليم حتى أحيل للتقاعد ولكن لا يزال عقله ينبض بما سجله التاريخ من أحداث، إنه التربوي المتقاعد فهيد بن عبدالله بن تركي السبيعي من مواليد 1367ه الذي لم يصبح مرجعاً تاريخياً للبلاد فحسب، بل إلى بعض البلدان العربية. كرم بجائزة كلية العلوم والآداب بمحافظة رنية نهاية العام الماضي تحت شعار «رنية تكرم ابناءها»، تحدث عن حياته التاريخية بقوله: «قضيت حياتي في التعليم الذي التحقت به عام 1386م وبدأت في مدرسة الملك عبدالعزيز الابتدائية برنية آنذاك وعشت بها 11 عاماً تقريباً، حتى نقلت إلى مدرسة رنية المتوسطة والثانوية، ومن ثم عملت أميناً لمكتبتها، وأصبح التاريخ ينمو بداخلي وزاد حبي للبحث عن المراجع والمعلومات التاريخية لجمعها وتوثيقها، وصدر بعدها قرار بإحالتي للتقاعد بعد خدمة بلغت 40 عاماً في السلك التعليمي». وأضاف السبيعي: «لم أتنازل عن هذا الشغف التاريخي، وأصبحت لي كتابات في عدة مجلات وصحف محلية وخليجية، حتى حرص المؤرخ حمد الجاسر قبل وفاته رحمه الله على التواصل معي وتقديم إشادته فيما كنت أقدمه بل كان يستشيرني ويستفسر عن بعض ما كنت أتطرق له»، لافتا إلى أنه كانت له مؤلفات عدة منها: «كتاب رنية، كتاب محافظة رنية بحوث جغرافية وتاريخية واجتماعية، كتاب القطوف العذاب في الأمكنة والأنساب، وكتاب لم يوزع بعد عن بقايا قبائل عامر بن صعصعة».وأكد السبيعي أن سنوات حبه للتاريخ التي طالت 35 عاماً لم تنمح بعد، إذ لا يزال التواصل والاستفسارات التاريخية تنهال عليه، على الرغم من عزوفه عن الظهور الإعلامي إلا أنه استجاب ل«عكاظ» أخيرا، مفضلا تقديم ما يبحث عنه المهتمون بهذا المجال تحت خط القلم والورقة. وعلق من جانبه عميد كلية العلوم والآداب في محافظة رنية الدكتور محمد بن صوال الراجحي، صاحب فكرة استحداث جائزة سنوية لمتميزي ومبدعي رنية ل«عكاظ» قائلا: أطلقنا جائزة سنوية بمسمى «رنية تكرم أبناءها»، وتهدف هذه الجائزة إلى تكريم شخصية سنوية من الأهالي كانت قد عملت على خدمة المحافظة، وكانت الجائزة الأولى من نصيب الباحث والمؤرخ فهيد السبيعي الذي اشتهر بعلمه الواسع وكان حقا على المحافظة أن تكافئه بتكريم وكلمة.