الكثير منا يسمع أو يقرأ عن هيئة الغذاء والدواء، ولكن ربما يخفاه كثير مما تقوم به، ولمزيد التعريف بها: فهي مؤسسة حكومية مستقلة تعنى بالرقابة على ما يرد إلى بطوننا من مواد صلبة وسائلة من مأكول ومشروب، وما يوضع على جلودنا ومختلف أعضائنا من كريمات ومراهم وما شابهها، أو ما يستخدم طبيا من أجهزة أو حشوات، ولا شك أن هذه الهيئة هي بمثابة الحارس الأمين على صحة أبناء هذا الوطن والمقيمين على أرضه، وكاشفة لتلاعب المصانع والشركات التي تصدر لوطننا العزيز أدوية ومستحضرات أو أجهزة مغشوشة وغير مطابقة للمواصفات الرسمية، وقد تكون مضرة إن لم تكن مهلكة، بل إن الهيئة تحرص أشد الحرص على صحة الإنسان السعودي ليكون غذاؤه من مأكول أو مشروب صحيا وخاليا من الملوثات، وخير مثال على ذلك ما قامت به من سحب عدد من عينات مياه الشرب المعبأة المنتجة محليا خلال فترة مضت لتحديد مدى مطابقتها للمواصفات القياسية الخليجية الخاصة بمياه الشرب المعبأة، فأوضحت نتائج التحاليل المخبرية لعينات من مياه إحدى الشركات أنها تجاوزت الحدود القصوى المسموح بها من مادة البرومات؛ ولذا فقد أوصت الهيئة المستهلكين بتجنب استهلاك هذا المنتج، وأوصت بسحبه من الأسواق وإيقاف التصنيع حتى يلتزم بالحدود المسموح بها من تلك المادة، وكذا التعميم الذي أصدرته إلى القطاعات الصحية بإيقاف استخدام جميع تشغيلات لقاحات الإنفلونزا الموسمية التي تنتجها إحدى الشركة نظرا لخطورتها الصحية. وبهذه المناسبة، أحب أن أذكر الهيئة وربما أنها على علم بانتشار مراكز الفيتامينات والأعشاب الطبيعية، وعليها إقبال من الناس، وبخاصة كبار السن، وأخشى على المتعاملين معها من أن تلحق بهم أضرار جسمية أو نفسية بسببها؛ لأن لا تعليمات ترفق مع كل علبة لتكشف للمستهلك تكويناتها واستطباباتها ومحذوراتها أو تأثيراتها الجانبية، ولذا أتمنى على الهيئة العمل على تحليل كل محتويات المراكز لسحب أو إيقاف بيع المضر منها، وليطمئن الناس على صحتهم، ومن ثم أرى أنه من الواجب إلزام تلك المراكز بإرفاق تعليمات كل دواء أو مستحضر لتشمل المكونات والاستطبابات والتحذيرات لكل دواء أو مستحضر، كما هو معمول به في الأدوية الصيدلانية، ولكي نعين الهيئة على القيام بواجبها الرقابي يجب على كل مواطن ومقيم إشعارها بكل ما يلفت النظر مما يلاحظونه من مساوئ الأدوية أو المستحضرات أو اللوازم الصحية.