من أجمل ما منحنا إياه الله سبحانه وتعالى وجود الأمل في حياتنا، فهذا الأمل يجعلنا أحيانا نرى البعيد قريبا، والمستحيل ممكنا، فنمضي في حياتنا ننتقل من يوم إلى يوم ومن عام إلى آخر ونحن مخدرون بجمال الآمال المضيئة من حولنا، فيخف علينا حمل أثقال هذه الدنيا وما تلقي به على صدورنا أحيانا من الخيبات والإحباطات. كأن الأمل الذي وهبنا إياه ربنا جعل له أمدا، ومتى طال بنا الانتظار وتكررت مرات خيبة التوقع، سرعان ما ينطفئ أمام عيوننا ذلك الأمل الذي كان يمدها بالبريق، فنفقد أجمل ما أعطينا ونعود نحس بلذع الحقيقة ومرارة الواقع تقرص أكبادنا. القارئ عبدالله فوزي العتيبي، واحد من الذين عاشوا سنوات طويلة على أمل امتلاك قطعة أرض يعمرها سكنا دافئا لأسرته، لكن واقع الحياة سرعان ما أفقده الأمل وملأ قلبه مرارة وحسرة. يقول في رسالته المملوءة بالألم والخيبة، إنه واحد من عدد من المواطنين الذين تقدموا بطلب منحة أرض عام 1418 من أمانة محافظة جدة، وإلى اليوم وهم ما زالوا ينتظرون، وخلال مدة الانتظار تلك لم يتخذ أي شيء بخصوص طلبهم وفي كل مرة يراجعون أمانة جدة يطلب منهم تحديث بياناتهم وكان آخر ذلك منذ عام تقريبا، ولكنه تحديث بلا ثمرة، وقد رحل بعض من تقدموا بطلب المنحة إلى رحمة الله وقلوبهم مملوءة حسرة وانكسارا أنهم رحلوا قبل أن يتمكنوا من تأمين سكن لأسرهم يؤويهم ويغنيهم عن الإيجار ومشاكله. وقد أرفق مع رسالته قصاصة من جريدة (الاقتصادية) يقول إنها صادرة العام الماضي ورد فيها خبر عن أمانة جدة تؤكد فيه الأمانة أنها «لم تنته بعد من استكمال اجراءات فرز وفهرسة وترتيب ملفات وطلبات المتقدمين لعام 1418 لكثرة الطلبات المقدمة التي وصلت إلى ما يقارب 150 ألف طلب ولأن تحديث البيانات في الوقت الحالي لا يكون مفيدا لعدم أرشفة هذه الطلبات مسبقا على الحاسب الآلي ولعدم الإخلال بشروط وقواعد المنح البلدبة طبقا لقرار مجلس الوزراء رقم (76 الصادر في 7/3/ 1425)، تود أمانة محافظة جدة أن تطمئن المواطنين أنها لن تبدأ في تحديث البيانات أو تخصيص قطع أراضي منح بلدية لأي عام آخر يلي عام 1418 إلا بعد الانتهاء من طلبات المنح البلدية لعام 1418». هل الأمانة تحتاج إلى أكثر من 15 عاما كي تؤرشف (150) ألف طلب؟ عندما نقسم العدد على السنوات الخمس عشرة نجد أنه لو اقتصرت الأمانة على أرشفة طلبين في اليوم فقط لأمكنها إنجاز ذلك منذ زمن، فهل الأمانة تعجز عن هذا؟ يختم هذا القارئ رسالته بنداء إلى صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور منصور بن متعب وزير الشؤون البلدية والقروية، عسى أن ينهي انتظارهم الذي طال وكاد أن يقضي على أملهم في امتلاك الأرض وتعمير المسكن الذي يؤوي أسرهم ويطمئنون فيه عليها قبل رحيلهم. فاكس 4555382-1