بعد الحفل الكبير الذي أقامته القنصلية الفلسطينية، الأسبوع الماضي، بمشاركة فرع وزارة الخارجية، وعدد كبير من أبرز الفنانين السعوديين الذين كان على رأسهم فنان العرب محمد عبده، عبادي الجوهر، الدكتور عبدالرب إدريس، الدكتور عبدالله رشاد النجم طلال سلامة، والفنان محمد حمزة، ونجم الغناء المصري محمد ثروت، خصص الدكتور أنور ماجد عشقي مدير مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية ندوته هذا الأسبوع عن محور تلخص في (ماذا بعد اعتراف الأممالمتحدة بدولة فلسطين بصفة دولة مراقبة غير عضو)، ألقى فيها عشقي كلمة كان ملخصها: لم يكن الإنجاز الذي حققته القيادة الفلسطينية سهلا وميسورا كما كان الكثير يتوقع، فقد كان المشروع يمثل عملا مضنيا خلف الكواليس جرى فيه الاتصال مع الدول، وتم إقناعها بوجهة النظر الفلسطينية رغم الإرادة الإسرائيلية التي وقفت في مواجهة المشروع. واعترف العالم بفلسطين دولة في الأممالمتحدة، بعد أن كان محرما على كثير من الدول أن تأتي على ذكر فلسطين حتى في الأممالمتحدة، فقرار 242 لم يأت على اسم فلسطين، ولم يشر إليها بالاسم. فهل وصلت القيادة الفلسطينية إلى مبتغاها واستسلمت للدعة، أم أن هناك خطوات يجب أن تخطوها؟ وهل هذه الخطوات مدروسة وفي إطار خطة استراتيجية أم أنها تسير بحسب مقتضى الحال؟ إن ما يلوح في الأفق هو أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أصبح يلح على المفاوضات مع الكيان الصهيوني، لكنه لا يجد جوابا، فلماذا؟ لأن القيادة الإسرائيلية لم تفق بعد من الصدمة، لقد وجدت نفسها اليوم أمام دولة اعترفت بها المنظمة الدولية، وهذا يغير كثيرا من قواعد اللعبة، لهذا جاءت الإجابة من إسرائيل بتعزيز الاستيطان، وإن كان له شق آخر لكسب بعض الأحزاب في العملية الانتخابية. أليس من الأنسب أن يتحد الفلسطينيون لإكمال مسيرتهم؟ أليست الدولة الفلسطينية مطلوبا منها استثمار النجاح ومنح الفلسطينيين في الداخل والخارج الهوية والجواز؟ ألم يشعر الفلسطينيون أنه قد أصبحت لهم دولة مراقب في الأممالمتحدة تتحول عما قريب إلى دولة كاملة العضوية؟ لقد أصبح من حق الفلسطينيين نقل قضيتهم إلى الأممالمتحدة بكل هيئاتها لمطالبة المجتمع الدولي بإنفاذ قراراته المتعلقة بحقوق الشعب الفلسطيني، وبذلك تصبح إسرائيل في مواجهة المجتمع الدولي. ومن ناحيته، ألقى السفير الفلسطيني الدكتور عماد شعث قنصل عام فلسطين في جدة كلمة تحدث فيها باستفاضة عن المناسبة وشكر الندوة على اهتمامها بتخصيص دورتها هذا الأسبوع للخطوة الإيجابية من الأممالمتحدة.