تلقيت صباح الأربعاء الماضي اتصال قريب ينقل لي خبر وفاة الزميل الأخ العزيز سعيد بن حسين الدوسري يرحمه الله، وكم فجعني ذلك الخبر، وألجم لساني، فلم استطع حينها السؤال والاستفسار من ناقل الخبر عن سبب وفاته .. ومتى .. واين! وبالفطرة التي وهبها المولى عز وجل لكل مسلم استعنت بقول المولى عز وجل (وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون) ولا حول ولا قوة إلا بالله، حينها تمالكت نفسي واستجمعت قواي، واستفسرت عن السبب والمكان والزمان. رحمك الله ابا مشعل فقد كنت نعم الأخ والصديق الحبيب عرفتك منذ عقد من الزمن تقريبا ومن خلالك تعرفت على اشقائك الكرام الأخ مشعل (عمدة أحد أكبر أحياء محافظة جدة) والأخ مشاري فقد كنتم نعم الاخوة .. قمة التقدير بينكم أسمى الاحترام مع الكبير، وخالص العطف على الصغير. مات أخي أبو مشعل بعد مكوثه في العناية المركزة لأيام قلائل، ولم أكن أعلم حتى بدخوله المستشفى ، وعلمت بعد وفاته بأنه تعرض لجلطة قبل فترة لم أكن اعلم بها ليس لأنني بعيد عنه، بل لأنه لا يرغب نقل الاخبار غير السارة لمن حوله ولزملائه واقاربه ، فقد كان صبورا ، مؤمنا بقضاء الله وقدره دوما، ذاكرا الله كثيرا، محافظا على شعائر الدين، ومن خلال معرفتي به لم أذكر يوما قط أن اغتاب او بهت او شتم ، بل يستقبل اخطاء الآخرين حياله بكلمة (استغفر الله ولا حول ولا قوة إلا بالله) ، من النادر يغضب ومن الأندر يعتب، ابتسامته تعلو محياه دوما. أخي أبا مشعل .. فقدناك .. وفقدك الجميع ، ابناؤك ، زوجتك ، اخوانك ، اخواتك ، اصحابك ، فقدك من كنت تعطف عليه بحنانك ومساعدتك رغم تواضعك ماديا، وهذه من الاسرار التي لا يعلم بها سوى رب العالمين لولا اطلاعي عليها صدفة. فبك أبا مشعل نعزي .. ونعزى ، وعزائي لحرمك المصون ولابنك الغالي مشعل واخوانه، ولأشقائك وشقيقاتك، وختاما.. أدعو العلي القدير بأن يغفر لك، ويسكنك فسيح خلده، وأن يلهمنا جميعا الصبر والسلوان، ولا نملك إلا أن نقول إنا لله وإنا إليه راجعون.