أكد «الملتقى الأول للتجارب المتميزة للجمعيات الخيرية السعودية» والذي أقيم مؤخرا في جامعة المجمعة، أهمية مراعاة التغيرات والتطورات الثقافية والتقنية والاجتماعية في حياة المجتمع، وخاصة على صعيد العلاقات الاجتماعية والأسرية والأفراد، مما يستدعي إدراك الآثار المترتبة على ذلك، وضرورة مواكبة العمل الخيري لتلك المتغيرات من خلال البرامج والمشاريع والأفكار المتميزة، والتي تسهِم في تطوير العمل وجودته واستمراره. وأوصى الملتقى بإيجاد شراكة حقيقية بين مؤسسات العمل الخيري والجامعات باعتبار أن المنتج الأول للبرامج والأفكار الناجحة هو البحث العلمي، وذلك من خلال مذكرات التعاون والكراسي البحثية، مما يسهِم في تلمس حاجات المجتمع، وخدمة أفراده، وفتح قنوات التواصل الإيجابي مع وسائل الإعلام، والكتاب المتميزين، وحملة الأقلام لتمتين العلاقة بين مؤسسات العمل الخيري والمجتمع، وإبراز منجزاتها ودورها الهام في خدمة المجتمع، مما يعزز الصورة الذهنية الإيجابية، كما اقترحوا إيجاد مجلس تنسيقي لمؤسسات العمل الخيري في المملكة لتبادل الأفكار والرؤى والخبرات والتجارب، وفق أساليب علمية قابلة للتطبيق والتعميم، وأوصوا بإنشاء الشبكة السعودية للجمعيات الخيرية، كما وجهوا دعوتهم لوزارة الشؤون الاجتماعية إلى إنشاء بنك للتجارب المتميزة للجمعيات الخيرية السعودية. وشدد على أهميةَ العناية بمجالات التمويل والاستثمار والأوقاف، كونها من الروافد الهامة في استمرارية العمل الخيري وقدرته على التفاعل الإيجابي مع المجتمع، لافتا إلى ضرورة تبني الأنظمة الإدارية الحديثة، والتخطيط الاستراتيجي، والاهتمام بالنظم واللوائح الإدارية، وإيضاح الأدلة والإجراءات وقواعد العمل اللازمة، وتنظيم الحقوق والواجبات، مما يسهِم في تنمية العمل المؤسسي، وتحقيق الاحترافية والمهنية العالية في آليات العمل الخيري. وتضمنت التوصيات التأكيد على أهمية التوظيف الأمثل لاستخدامات التقنية، والتحول الشامل للتعاملات الإلكترونية في جميع مجالات العمل الخيري لتطوير آليات عمله وبرامجه، مع التركيز على البرامج والتجارب النوعية التي تحمل روح الابتكار، ومعاني التميز والجودة، والبعد عن النمطية والتكرار، مع أهمية التخصص النوعي للمؤسسات الخيرية والعمل في ضوء ذلك، كما أكدت توصيات الملتقى على ضرورة مبادرة مؤسسات العمل الخيري إلى تعزيز دورها في المجتمع والتواصل مع كافة شرائحه، والتسويق لبرامجها، وخدماتها، ونجاحاتها. يذكر أنه تم في الملتقى عرض 30 تجربة تقدمت بها 26 جمعية أهلية من مختلف مناطق المملكة، وتأهلت تسع من التجارب المتميزة في هذا الملتقى، ناقشها المشاركون وفق محاور التمويل والاستثمار (إدارة الأوقاف) والتخطيط الاستراتيجي والإدارة الاستراتيجية، والتقنية والتعاملات الإلكترونية والجودة والتحسين المستمر والتسويق والإعلام.