كشفت صحيفة غارديان البريطانية من خلال تحقيق نشرته أمس عن وجود كميات كبيرة من الأدوية المزورة المصنعة في آسيا وخصوصا في الصين أصبحت تشكل تهديدا مباشرا لصحة السكان في العديد من الدول الأفريقية. وبينت أن هذه الآفة الخطيرة ناجمة عن الحدود السائبة في القارة السمراء، وعن إهمال الرقابة في الصين، مشيرة إلى أن قائمة الأدوية المزورة تشمل العقاقير الخاصة بمعالجة داء حمى الملاريا، الذي يقتل طفلا كل دقيقة في أفريقيا، حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية. ونقلت الغارديان عن دراسات حديثة تأكيدها أن أكثر من ثلث الأدوية الخاصة بعلاج حمى الملاريا في أوغندا وتنزانيا مزورة أو من نوعية سيئة للغاية. وكانت دراسة علمية نشرت في يونيو الماضي أشارت إلى أن هذه الأدوية المزورة لا تعرض حياة السكان للخطر فحسب، بل تساعد الأمراض على تكوين «مقاومة» ضد العلاجات الصحيحة. وذكرت الغارديان أن معظم هذه الأدوية المزورة يأتي من الصين والهند، لكنها أوضحت أن الهند قد سارعت إلى تشديد رقابتها على مصانع التزوير، فيما لم تعترف الصين بخطورة الأمر إلا في الآونة الأخيرة، بالرغم من أن حجم سوق أدوية علاج حمى الملاريا يزيد عن 65 مليار دولار في أفريقيا وحدها.