في الوقت الذي أحاطت بالمسجد الحرام أكبر الأسواق الحديثة التي تحتوي على أشهر الماركات العالمية، إلا انه لا يزال هناك عدد من المعتمرين والزوار يحملون ذكريات لأسواق مكة القديمة، ويسألون عنها كل من يقابلهم، التي اختفت في توسعة المسجد الحرام وفي المشاريع التطويرية الجديدة التي أنشئت بالمنطقة المركزية حيث يكثر السؤال عن سوق المدعى والسوق الصغير وأسواق الغزة والشامية وهي أشهر الأسواق التي كانت مجاورة للمسجد الحرام وكانت لها شهرة كبيرة سواء في الداخل أم في الخارج. وأعرب معمرون عن حزنهم لفقدهم هذه الاسواق إلا ان حزنهم تبدد إلى فرح عندما شاهدوا مشروع توسعة المسجد الحرام الذي ابهرهم بما يحويه من عمارة اسلامية ومن عمل فني كبير سينعكس على القادمين للمسجد الحرام سنين طويلة ويفك عنهم الازدحام ويسهل عليهم اداء نسكهم وعباداتهم. وأوضح المعتمر خالد أحمد من مصر، أن سوق المدعى سوق كبير كانوا يشترون منه البضائع والاقمشه والخردوات بأسعار مناسبة جداً، قبل سبع سنوات عندما قدم لأداء العمرة، ولكنه لم يجده. انخفاض الأسعار من جهة أخرى بين كل من محمد خان و أحمد خليل، أن أقرباءهم طالبوهم بجلب بعض البضائع من سوق المدعى وهي أنواع معينة من العطارة «عند قدومنا لم نر السوق الذي اختفى تماما وعند سؤالنا عنه ذكر لنا انه قد تمت إزالته لتوسعة المسجد الحرام من الناحية الشمالية والتي أمر بها خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز»، مشيرا إلى أن الأسعار في الأسواق الحديثة مرتفعة جدا بخلاف تلك الأسواق القديمة حيث كانت أسعارها مناسبة للجميع أضافة إلى ان لها طعما خاصا اختفى حاليا في هذه الابراج الشاهقة. معالم جديدة إلى ذلك سأل كل من زاهد أبكر وعبدالله محمد وخليل السالم من الاردن عن السوق الصغير وعن أحياء الشامية وأسواقها التي اختفت «لقد ادينا فريضة الحج قبل عشرين سنة والآن قدمنا لأداء العمرة ووجدنا ان الطبيعة المحيطة بالمسجد الحرام قد تغيرت تماما فهناك أسواق ليس لها وجود وهناك عمائر وأبراج جديدة لم نعهدها»، مشيرين إلى ان ما تم تنفيذه خلال هذه السنوات في مكةالمكرمة من توسعة للمسجد الحرام ومن ابراج سكنية وخاصة برج الساعة الذي يعتبر معلما من معالم مكةالمكرمة، ملتقطين صوراً تذكارية لبرج الساعة. تاريخ المدعى والصغير يذكر أن سوق المدعى قد تمت إزالته مؤخرا لصالح مشروع الملك عبدالله لتوسعة المسجد الحرام و يبلغ عمره الزمني أكثر من ألف عام وهو يقع في الناحية الشمالية من المسجد الحرام من جهة باب السلام وهو سوق تجاري قديم وتم تسقيفه أسوة بكثير من الأسواق في البلاد الإسلامية آنذاك وقيل انه سمي بذلك لأنه المكان الذي يقف عنده الحاج فيرى من هذا المكان المسجد الحرام فيدعو الله بما فتح عليه. والسوق الصغير هو من أشهر أسواق مكةالمكرمة التي كانت مجاورة للمسجد الحرام ويقصدها المعتمرون وأهالي مكةالمكرمة وقد ذكر بعض المطلعين على التاريخ المكي أن السوق الصغير يقع في الناحية الغربية من المسجد الحرام فقد تمت إزالته وادخل ضمن الساحات الغربية للمسجد الحرام وأقيم تحته نفق السوق الصغير حاليا.