يتفادى سكان حي الجرف في المدينةالمنورة السير في شوارعهم، إلا للضرورة القصوى، خشية على أنفسهم من المراهقين والمستهترين الذين يقودون مركباتهم بسرعة جنونية، ويقطعون الإشارات المرورية فضلا عن ممارستهم التفحيط، ولم يجد الأهالي أمام هذه المعاناة سوى مطالبة الجهات المختصة بضبطهم واحتوائهم في ملاعب ومراكز ترفيهية تنشأ في الحي، الذي يعاني أيضا من انتشار مخالفي أنظمة العمل والإقامة بين أروقته وممارستهم لكثير من التجاوزات. وتذمر سالم الأحمدي من انتشار المراهقين في حي الجرف بكثافة وممارستهم العديد من التجاوزات فيه، مشيرا إلى أنه ما أن تغرب الشمس حتى يستغل ضعاف النفوس الظلام الذي يخيم على المكان ويمارسون العديد من المخالفات والسلوكيات الخاطئة مثل السرقة. وقال: «سبق أن ضبطت الأجهزة الأمنية العديد من المراهقين المستهترين ارتكبوا عددا من التجاوزات، ولم يتوقف الأمر عليهم، إذ يظهر في الحي غرباء ومخالفون يتحركون بين المساكن بدعوى البحث عن عمل»، مشددا على أهمية تدخل الجهات الأمنية لضبطهم وترحيلهم إلى أوطانهم. في حين شكا ماجد الردادي من انتشار مركبات يقودها مستهترون تقطع الإشارات المروية وتشكل خطرا على العابرين في حي الجرف، مطالبا بضبطهم ومحاسبتهم بعد أن تزايدت أخطارهم أخيرا. وقال: «تكررت الحوادث في الفترة الأخيرة في حي الجرف، ووجود دورية مرورية مهم، خصوصا في فترات الذروة عند الصباح لردع المراهقين ومنعهم من قطع الإشارات»، مرجعا المشكلة إلى عدم توافر مكان مخصص لاستيعاب الشباب الذين اصبحوا يشكلون خطرا على المجتمع بسلوكياتهم المنحرفة. ورأى الردادي أن وجود ناد في الفترة المسائية لهم في الحي يسهم في احتوائهم وتفريغ طاقاتهم فيما هو مفيد، مطالبا بتأسيس ذلك النادي في أقرب وقت، لا سيما أن الحي يكتظ بكثافة سكانية عالية. وحذر من انتشار السرقات في الحي في الفترة الأخيرة، مشكلة إزعاجا وقلقا للأهالي، مرجعا تلك التجاوزات إلى انتشار أعداد كبيرة من المخالفين في الجرف، مشددا على أهمية تكثيف التواجد الأمني في الحي. بدوره، طالب فهد الحازمي أمانة المدينةالمنورة بإيجاد ملاعب للشباب في الحي بدلا من تسكعهم وممارستهم سلوكيات خاطئة، حاثا الجمعية الخيرية للخدمات الاجتماعية على أن يكون له حضور بتقديم برامج اجتماعية في الحي، لمساعدة المحتاجين وذوي الدخل المحدود في الجرف. ووصف طريق الجرف الرئيسي بساحة للموت، لكثرة الحوادث التي تقع فيه بكثافة، مشيرا إلى أنه لا يكاد يمر يوم دون أن يشهد حوادث مأساوية، سواء عند منتصف الطريق أو قرب الإشارات الضوئية، لا سيما أمام حديقة النخيل خلال المناسبات التى تقام فيها. إلى ذلك، شكا سعيد الحربي من انتشار مياه الصرف الصحي في الجرف وتحولها إلى بؤر للحشرات والروائح الكريهة، متمنيا تدارك الوضع والاهتمام بالإصحاح البيئي في الحي، وإزالة النفايات من طرقه أولا بأول. وشدد على أهمية ضبط المراهقين الذين يقودون سياراتهم بسرعة جنونية ويمارسون التفحيط في الشوارع غير عابئين بالأخطار التي يسببونها للآخرين. في المقابل، أوضح الناطق الاعلامي لمرور المدينةالمنورة العقيد عمر النزاوي أن نظام ساهر موجود بشكل متواصل على طريق الجرف ويتم رصد كثير من المخالفات الى جانب المرور السري الذي رصد تجاوزات بعض المراهقين قاطعي الاشارة الضوئية، واعدا بتكثيف تواجد دوريات المرور السري في الحي لرصد المخالفين وإنهاء تجاوزاتهم.