رأى الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس أن هذا العصر تنامت فيه بوادر الإلحاد، وقال: «تنامى في هذا العصر من بوادر الإلحاد وطفيليات الجحود والعناد وموجات التشكيك في دين الله عز وجل والنيل من ذاته العلية ورسالاته السماوية وسوء الأدب في الحديث عن جلال الله عز وجل ومقامات الأنبياء عليهم الصلاة والسلام والتطاول على مكانة خاتمهم وأفضلهم عليه الصلاة والسلام وما تذكيه وسائل الإعلام وتعج به أجهزة التواصل الاجتماعي، كل ذلك من عدم تعظيم الله جل جلاله». وأضاف «إن الواجب المسارعة في الوقوف ضد تنامي هذه الظاهرة المقيتة وسن القرارات الدولية الرادعة لها؛ حتى لا يتجرأ المتهورون على انتقاص الأصول والثوابت والاستخفاف بالمبادئ والقيم، ولا شك أن مسؤولية الحكومات والعلماء ووسائل الإعلام عظيمة في صد وسائل استنباته والوقوف أمام ذرائعه ومذكياته حماية للدين والمقدسات وحفاظا على أمن واستقرار المجتمعات». وأوصى فضيلة الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بالمسجد الحرام، المسلمين بالتبصر بعظمة الخالق القاهرة وشريعته المحكمة الباهرة، وقال: «تعظيم الله جل جلاله وقدره حق قدره في ذاته وآياته وأسمائه وصفاته هو صمام الأمان من الفتن وسبيل الخلاص من المحن». وبين الشيخ السديس أن «ما أكثر العمين عن قوة رب العالمين وقهره وجبروته وكبريائه في ملكوته من الذين يسومون إخواننا في سورية الطغيان والدمار والقهر والاستكبار، وأيم الله ثم وأيم الله ما مآل الظلمة الطغاة إلا التبار، وها هي بشائر مصارعهم الوبيلة وشيكة لائحة، وإنه لعرة وعار على العالم الإنساني الحضاري الذي راد الفضاء والكواكب وأرسى فيه دقيق المراكب أن يدك شعب بريء على مسمعه ومرآه ويتثاءب ممن أباده ورداه». وتساءل الشيخ السديس: كم من فئام غفلوا عن صمدية الله ومجده، واستدبروا فضله ورفده، ورقت منهم القيم والديانة، فخانوا الأمانة، وأضاعوا الواجبات، وبددوا المسؤوليات، وأقوام تعاطوا المسكرات والمخدرات، ففتكوا بالأنفس فتكا، وهتكوا الحرمات هتكا، ذاهلين عن قدرة الله وعظمته وبطشه، لأجل ذلك كانت معرفة الله تورث محبته ومهابته، وخشيته ومراقبته، وقال «أين جلال الله وعظمته، وقدسيته وقدرته من الذين أضرموا لهيب الفضائيات الماجنة الخليعة، ومواقع الشبكات الإباحية الشنيعة التي تدمدم من المجتمعات سامق بنيانها، ومن الأسر راسخ أركانها، وتبث من الفضيلة متين أرسانها، بل عفرت في الرغام الأعراض، وطمست الحياء والغيرة دون امتعاض». وفي المدينةالمنورة، طالب إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف فضيلة الشيخ علي الحذيفي المسلمين، في خطبة الجمعة بالمسجد النبوي أمس، بالجمع بين الخوف والرجاء، وقال: «أكمل أحوال العبد محبة الله تعالى مع اعتدال الخوف والرجاء، وهذه حال الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وحال المؤمنين». وأضاف «أعمال القلوب أعظم شيء وأكبر شيء، فثوابها أعظم الثواب وعقابها أعظم العقاب، وأعمال الجوارح تابعة لأعمال القلوب ومبنية عليها».