.. وكأن الجدل الذي صاحب فيلم «الرسالة» للراحل مصطفى العقاد، كإنتاج عالمي ضخم في سبعينيات القرن العشرين أصبح على مشارف العودة على مسارح الإعلام المختلفة، اليوم، بعد الإعلان القطري عن إنتاج سينمائي ضخم عن المصطفى عليه أفضل الصلاة والتسليم، وكانت أولى الجدليات في الساحة قد ظهرت عند طرح الفكرة منذ أربع سنوات، عندما قيل إنه ربما ظهرت شخصية الرسول عليه الصلاة والسلام مجسدة في الفيلم.. وهو الأمر الذي نفاه القائمون على العمل عندما تجددت أحاديث ميلاد العمل، هذا الأسبوع، وظهوره إلى النور بعد بدء العمل فيه قريبا كأحد مشاريع هوليود العالمية الجديدة من إنتاج قطري، وكانت مجموعة النور القابضة القطرية أكدت عزمها على المضي في إنتاج الفيلم عن الرسول صلى الله عليه وسلم، في ثلاثة أجزاء بتكلفة تقدر ب450 مليون دولار، وأشارت إلى أن هذا الفيلم سبق أن تم الإعلان عن بدء إنتاجه عام 2009 في إطار الجهود الرامية ل «صد المحاولات المغرضة لتشويه سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن أجل تعزيز التقارب والتفاهم مع غير المسلمين». ومن ناحيته، أكد رئيس الشركة أحمد الهاشمي، في بيان رسمي، أن شخصية الرسول لن تظهر في الفيلم احتراما للتعاليم الإسلامية، مضيفا أن فريق الخبراء أنهى كتابة السيناريو بعدما تجاوز العديد من التحديات التاريخية والدرامية، مشيرا إلى أن الفيلم سيكون ناطقا بالإنجليزية ومترجما إلى لغات أخرى «دوبلاج وسبتايتل»؛ لتصحيح الصورة السيئة التي تكونت لدى المجتمعات الغربية عن الإسلام. ومن المقرر أن يكون الدكتور يوسف القرضاوي مستشارا للفيلم، وأن ينتجه «باري أوزبورن» أحد أكبر منتجي هوليوود. في السياق ذاته، تحدث ل «عكاظ» عدد من المهتمين بالحدث، كان منهم المؤرخ والإعلامي والتربوي يعقوب إسحق الذي قال: «الخطوة تعتبر كبيرة وداعمة لنا عربا ومسلمين في ظل التصادم الإعلامي مع بعض الضعفاء في الغرب، ممن لا يراعون إلا ولا ذمة أو الذين لا يعرفون معنى الأديان التي جاء بها رسل كرم الله مكانتهم، والحمد لله أن هؤلاء المارقين عن رسالات السماء ليسوا أكثر من أفراد يحدثون جلبة (في شارع فاضي)». ويقول ابن مكةالمكرمة الناشر مصطفى فؤاد علي رضا: «كنت مطمئنا منذ بدء الخطوات الأولى للمشروع الإسلامي العالمي أن دولة قطر لا يمكن لها أن تجيز عملا سينمائيا يجسد فيه أحدهم شخصية سيد البشر محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم كما تناولت بعض وسائل الإعلام من المشروع، أعلن في بدايته أن شيئا من هذا سيحدث، عموما الحمد لله أن فضيلة الشيخ القرضاوي هو كبير مستشاري المشروع، فلا خوف من الانجرار إلى خارج السياق والمنطق». ويقول المخرج السينمائي السعودي العالمي عبدالله المحيسن: «الفيلم سيجيء في وقته، وفي هذه الفترات العصيبة من حياتنا نحن المسلمين وقد غدا البعض يسفه معتقداتنا ورموزنا دون وجه حق، واحيانا لمجرد السفه فقط أولئك الذين يرموننا بما يختمر في دواخلهم من أحقاد على سيد أديان السماء وعلى المصطفى عليه الصلاة والسلام. الذي أنتظره أن يخرج علينا الفيلم من هوليوود ورأس المال القطري بتقنيات أداء وتنفيذ عالية الجودة وملفتة، وإضافة لتاريخ السينما في الأعمال الملحمية الكبيرة، مثلما حدث في الرسالة والوصايا العشر والأفلام التي اعتمدت ونفذت عن السيد المسيح عليه السلام».