لم تجف دموع السيدة خيرية حزنا على فقدان ابنها محمد، الذي ذهب ضحية الإهمال - على حد وصفها - وتشير بالمسؤولية على مالك مبنى سكني تسكنه في حي الشرفية. وأكدت السيدة أم محمد، أن ابنها سقط في غرفة المصعد، حيث تقطن مع أسرتها في رباط خيري، وتروي تفاصيل سقوطه: فتح محمد باب الدرج، دون أن ينظر إلى تحت أقدامه، فوقع على الأرض، من ارتفاع عال ليظل يصرخ في موقعه، قبل أن يكتشف أحد الجيران. وقالت: تم إبلاغ الدفاع المدني بالحادثة وتم انتشال ابني، ونقله إلى أحد المستشفيات المجاورة، للمنزل، وتعرض محمد لإصابة شديدة في الرأس بالإضافة إلى كسور في قاع الجمجمة وكسر بالفقرة العنقية الثانية وإزاحة بين العنقية الثانية والثالثة واشتباه بخلع بالفك وكسر لعظمة القصب الأيمن وكانت في حينه حالته مستقرة غير أنه تم إيداعه قسم العناية المركزة للملاحظة، مؤكدة أن المستشفى طلب منها توفير مبلغ 15 ألف ريال. وأضافت: لم أستطع كوني أسكن في رباط خيري وحالتي المادية غير ميسورة ولكنهم لم يراعوا ذلك لذا لجأت إلى معارفي وأهل الخير لتدبير المبلغ ودفعه للمستشفى عندها تم إجراء الفحوصات المبدئية له وتم تحديد إصابته وكانت حالته جيدة نسبيا إلا أنها بعد أيام بسيطة بدأت في التدهور السريع وذلك لكون الأطباء لم يكتشفوا أن ابني ينزف داخليا وهم يمدونه بالمهدئات والمحاليل، ولم يكلفوا أنفسهم الكشف داخليا عليه إلا قبل وفاته بيوم واحد وشرعوا في محاولة إجراء عملية قسطرة لإدخال أنبوب تهوية له من الفم إلا أنهم خالفوا ذلك وقد أجروا العملية من الحلق وبعد انتهاء العملية بساعتين توفي». وبينت أم محمد، أن التقرير الطبي كشف عن هبوط بالقلب والدورة الدموية وتوقفت وظائف المخ وفشل تنفسي حاد مع التهاب بالرئتين وهو في حالة ما بعد الشق الحنجري وكسر بقاع الجمجمة وكسر بالفقرات العنقية وكسر بالفك، مستغربة أن يتضمن التقرير التهابا في الرئة وهو قد ظل أسبوعا في المستشفى تحت عنايتهم، مؤكدة أنها أخبرتهم بشرب ابنها لمياه كانت موجودة في بئر المصعد. واستطردت: عندما سقط في حجرة المصعد قد شرب مياه من داخل الحجرة حيث كانت توجد كميات كبيرة من المياه داخل الحجرة إلا أنهم لم يقوموا بشفطها لذا تسببت في التهاب الرئة». وحملت أم محمد مالك المبنى السكني ووكيله مسؤولية إهمال الصيانة وعدم حرصهم على تشغيله وفق اشتراطات الجهات المعنية. واختتمت: لم يشعروا بألمي، بسبب فراق ابني وعائلي بعد الله والذي كان يعمل لأجل إطعام أشقائه ولكن الله توفاه بسبب إهمال صيانة المصعد وعدم تفاعل المستشفى الخاص مع حالته، مشيرة إلى أنها تقدمت بشكوى عاجلة لمقام إمارة منطقة مكةالمكرمة، تتهم المستشفى بالإهمال وحرصه على تقاضي أمواله رغم أن الحالة طارئة. إلى ذلك بين المتحدث الإعلامي في صحة جدة عبدالرحمن الصحفي، أنه تسلم شكوى السيدة وأحالها لجهات الاختصاص في متابعة ما إذا كان المستشفى قد أهمل تقديم الخدمة العلاجية للمتوفى، موضحاً أن هناك نظاماً معمولا به في استقبال الحالات الطارئة وفي حال مخالفته تتم الإحالة لجهات الاختصاص في الشؤون الصحية. من جهته أوضح المتحدث الإعلامي في إدارة الدفاع المدني في منطقة مكةالمكرمة العقيد سعيد بن سرحان، مباشرة الحادثة حيث تمت إحالة المصاب إلى المستشفى كون حالته خطرة وهو أقرب المنشآت الطبية للموقع وقد تمت متابعة حالته فيما جرى تشكيل فريق عمل وتحقيق من قسم التحقيقات في الدفاع المدني بجدة، مشيراً إلى أنه تم الكشف على موقع الحادثة وهو بيت المصعد في عمارة سكنية عبارة عن رباط خيري. وقال: تأكد فريق التحقيق أن المصعد يفتقد للصيانة حيث انتهى عقد الصيانة مع المؤسسة المكلفة به منذ فترة ولم يتم التجديد، مؤكداً أنه تم إغلاق التحقيق من قبل الدفاع المدني، وإحالته لشرطة جدة وذلك لعدم تنازل والدة الشاب وصدور توجيهات بذلك. في المقابل أشار الناطق الإعلامي في شرطة جدة الملازم أول نواف البوق، إلى تشكيل لجنة للتحقيق في مع كافة الأطراف قبل أن تتم إحالة الأوراق للمحكمة.