استهل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز برنامجه اليومي أمس بالاطلاع على المعاملات والتقارير التي حرص على طلبها لإنجازها بنفسه. أكد ذلك ل «عكاظ» صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني، وقال سموه في حديث هاتفي مع «عكاظ»: إن الملك ظل طيلة مرحلة علاجه مهموم بأحوال المواطنين والسؤال عنهم والتأكيد على رعاية شؤونهم في كل زيارة يقوم بها له أثناء فترة تشافيه - يحفظه الله. وعبر الأمير متعب بن عبدالله عن شكره للجميع على مشاعرهم الصادقة وسؤالهم الدائم للاطمئنان على صحة الملك، والتي تعكس المحبة الصادقة والتلاحم الكبير بين أفراد الأسرة الواحدة. وأبان رئيس الحرس الوطني أن منح خادم الحرمين الشريفين وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الممتازة لثلاثة أطباء يأتي نظير جهودهم وأعمالهم المميزة في متابعة علاجه، وجاء الحوار على النحو التالي: فرحة القلوب بداية نهنئكم سمو الأمير بمناسبة شفاء الملك ومغادرته المستشفى؟ الحمد لله على ما من به على والدي وسيدي خادم الحرمين الشريفين من نعماء، فهذه مناسبة غالية علينا وفرحة عمت أرجاء الوطن، نحمد الله سبحانه عليها ونشكره على نعمه الدائمة، فخروج الملك بصحة وعافية وعودته لأبنائه ومحبيه أبناء الوطن حدث أسعد الجميع والفرحة أثلجت كل القلوب التي انتظرت مناسبة خروجه من المستشفى وهو يتمتع بالصحة والعافية. ابتسامة ملك كيف لمست مشاعر الملك وهو يغادر المدينة الطبية؟ الملك كانت فرحته الكبرى هي سعادته بالمواطن السعودي وحرصه على أن يرى الجميع بأحسن حال، وهذا ما يسعى إليه ويحرص على تحقيقه بسؤاله الدائم عنهم، وعندما شاهدهم بعد مغادرته المستشفى كانت فرحته كبيرة وهو يشاهدهم في كل المواقع التي مر بها، وسعادته وابتسامته ارتسمت على وجهه، فهو متعلق بالمواطن الذي يعتبره همه الأول والأخير. تلمس الاحتياج بماذا حدثكم الملك في أوقات الزيارة؟ أخ عبدالله لا أخفيك بأننا في كل زيارة نلتقي فيها الملك في المدينة الطبية كان يبادرنا بالسؤال عن المواطن بل ويحرص على السؤال عن كل صغيرة وكبيرة تخصهم بقوله «كيف هي أخبارهم وأحوالهم، بشروني عنهم»، ونرد عليه بأن الجميع يسأل عنك وكلهم يطمئنون عليك، ويجيبنا «اسألوا عنهم لا يكون ناقصهم أو قاصرهم شيء»، ورغم متابعته لتفاصيل حياة المواطنين وشؤونهم إلا أنه ظل يفكر بالمواطن حتى وهو في مراحل العلاج الأولى، وهذا من حرصه المعتاد على تلمس احتياجات الشعب، ولعلمه بأن الجميع في لقاءات دائمة مع المواطنين وتفتح لهم القلوب ونستمع لهم كل في موقعه من خلال المجالس المفتوحة التي يحرص عليها أن يستقبل فيها المواطنين وتقضى فيها حوائجهم، وقريبا سيشاهد المواطنون الملك بينهم في المناسبات. عزيمة وتوكل كيف كانت عزيمته قبل وبعد العملية؟ إيمانه بالله قوي، وعزيمته مستمدة من الله، وتوكله عليه، ليس في العملية أو في مراحل علاجه فحسب، بل ذلك في جميع أمور حياته، ومؤمن بقضاء الله وقدره، وطيلة تواجده في المستشفى كان يقول إن علاجي وشفائي بيد الله.. ثم بدعاء أبنائي وبناتي المواطنين والمواطنات ولن ننسى ما قاله «وش أنا لولا الله ثم دعاء المواطنين» لدى استقباله الأمراء بعد العملية الناجحة وسبق أن ذكرت ذلك لك، ودائما يردد «توكلت على الله» في كل عمل وفي كل خطوة، وعند صعوده للسيارة أو الطائرة، وهذه من الأمور التي تعلمناها منه - يحفظه الله. معاملات الجمعة وكيف هو برنامجه بعد مغادرته المستشفى؟ هل يمضي آلان فترة استجمام؟ الملك لا يعطينا الفرصة لكي نطلب منه الراحة والاستجمام، بعيدا عن العمل، فهو يصر على العمل، ولا أخفيك بأنني اتصلت أسأل عنه منذ الصباح الباكر «أمس الجمعة» ووجدت رئيس الديوان الملكي الأخ خالد التويجري يعرض المعاملات على الملك، ويزاول عمله بعد العملية وعودته إلى منزله، دون أن يعطي نفسه فرصة كافية للاستجمام والراحة التي يفترض أن يأخذها بعد العملية، ولم استغرب ما سمعت، فقد كان طيلة فترة تواجده بالمستشفى على نفس المنوال وهذه عادته - يحفظه الله. المحبة الصادقة كيف تابع الملك توافد الناس للمخيم للاطمئنان عليه؟ الملك أسعدته تلك الزيارات التي حملت معها المشاعر الصادقة للاطمئنان عليه، والحقيقة بهذه المناسبة أشكر كل من زارنا وتكبد عناء السفر من الداخل والخارج للاطمئنان على سيدي خادم الحرمين الشريفين بدافع المحبة الصادقة، محبة الأبناء لوالدهم، محبة ليس أحد مجبر عليها، وهذا ما أثلج صدورنا، وهون علينا وعليه متاعب العملية ومراحل العلاج، والكلمات عاجزة عن وصف سعادتنا وفرحتنا بهذا التلاحم الكبير وغير المستغرب، ومهما قلت ووصفت فلن أفيهم حقهم، وليس باستطاعتي إلا أن أقول للجميع جزاءكم الله خيرا، وأثابكم وكتب لكم الخير والأجر في كل خطواتكم. اختيار المستشفى لماذا اختار مدينة الملك عبدالعزيز لإجراء العملية الجراحية بها؟ حرص الملك على تلقي العلاج فيها لأنه من بناها ورعاها، واليوم نشاهدها تتحول من مستشفى إلى مدينة طبية وجامعة على أعلى المستويات، ومازلنا نسعى لكي تكون أعلى وأفضل، والحمد لله أن من شاركوا في العملية مجموعة من الأطباء والممرضين والممرضات من المواطنين والمواطنات، فقد أحاطوا الملك بمحبتهم الأبوية لوالدهم، وثقته بالكوادر الوطنية كبيرة جدا ويفخر بهم، ويريدهم دائما متميزين وفي الصدارة ليس في الطب بل في كل موقع يخدمون فيه وطنهم. تكريم الأطباء هل حدثتنا عن قصة تكريم الأطباء؟ الملك يعتبر الوسام ليس بقيمته المادية سواء منح منه أو من الدولة وإنما يعتبره شرفا عظيما لكل إنسان يحصل عليه، ومنح الأطباء الثلاثة لوسام رفيع جاء نتيجة اجتهادهم الراقي وسمعتهم الممتازة ولأعمالهم الطيبة استحقوا هذا الوسام وليسوا أول من أخذه وإن شاء الله لن يكونوا آخر من ناله واستحقه. مشاعر التلاحم كلمة أخيرة تودون ذكرها؟ أشكركم على مشاعركم النبيلة وحرصكم على السؤال والحضور والاطمئنان على صحة الملك الوالد، مثلما هو الشكر لمنسوبي الصحيفة لما يبدونه من مشاعر صادقة وهي ليست بمستغربة عليكم كمواطنين أولا تجاه والدكم وقائدكم، والشكر لكل من عبر عن مشاعره وهذا ما تعودناه دائما في بلادنا بين أفراد الأسرة الواحدة والتلاحم الكبير بين قيادة هذه البلاد وشعبها.