لم يصل القطاع الصحي لنقطة التفوق حتى الآن رغم كل ما يعلن عنه من مشاريع صحية ومستشفيات وأبراج طبية ومراكز صحية؟ وهي دائما ما تقارن جودة الخدمة في القطاع الصحي التابع للوزارة بمثيله لدى المستشفيات العسكرية والتخصصية؟ ولم نجد نوعا من فقدان الثقة والتوجه للتداوي في القطاع الخاص؛ في وقتٍ لا يخفى على أحد حجم الإمكانيات الطبية والأجهزة المتوفرة ومواكبتها الدائمة للأحدث والأكثر تطورا عالميا، كما سبق لوزارة الصحة على الدوام الحصول عليها وتوفيرها في قطاعها، حتى أن بعض هذه الأجهزة تجدها موجودة محليا مقارنة بعدد أقل بكثير من مستشفيات الجهات المصنعة والموردة. إن الهيكل التنظيمي والتوزيع الجغرافي للوزارة قد تم تنظيمه بشكلٍ من المفترض أن يؤدي إلى تخفيف الضغط عن المدن وتسهيل الاستطباب على المريض بعناءٍ أقل. لكن هل نجح هذا المخطط لاستحداث نظام صحي متطور وعملي وسلس بما يكفي لتحقيق آمال الدولة بتوفير نظام صحي على درجة عالية من الكفاءة؟. إن كان الحديث عن المكننة والإمكانيات؛ فأظن أن الوزارة قد أنجزت أغلب ما خططت له وأوجدت البنية التحتية السليمة، لكن إن تحدثنا عن جودة الخدمة المقدمة، فمن الصدق والإنصاف القول بأن القطاع قد قام بواجبه ولكن بدرجةٍ لم تصل بعد لحد ما يطمح إليه الجميع مقارنة مع إمكانيات القطاع المتوفرة والعناية الممنهجة والمؤطرة بسخاء مادي متزايد كل سنة.. في اعتقادي: إن استطاعت وزارة الصحة زرع سياسة الترغيب والترهيب وإن أحسنت خلق نوع من التوأمة بين موظفيها من جهة ومهامهم من جهة أخرى وإن تمكن القائمون على برنامج الاعتماد الصحي التابع للوزارة ( سيباهي) من تطبيق روح البرنامج وغرس ثقافة العمل بها لتحسين الأداء والتطوير الذاتي وتقديم الخدمات الصحيه بالشكل المطلوب؛ فإنني أتوقع حينها أن القطاع الصحي الحكومي سيكون مثالا للنجاح الذي يثلج صدر القيادة السعودية التي تسعى على الدوام لتقديم الأفضل للوطن والمواطنين. عماد أحمد العالم