أدواتنا المدرسية ترتبط معنا بعلاقات تاريخية ممتدة على مدار سنوات الدراسة كانت فيها الصديق الاستراتيجى الذى مشى معنا الى المستقبل والداعم اللوجيستى لتحقيق احلامنا، فالمرسام خط لنا الخطوات الاولى فى رحلتنا التعليمية وعمل معنا بإخلاص حتى نتمكن من صياغة افكارنا، وكانت المحاية هى اداة تصحيح المسار حيث لم تتأخر يوميا عن محو اخطائنا ومنحنا فرصة اخرى لتصحيحها، وتعاونت المسطرة مع المرسام على رسم الخط المستقيم الموصل الى الهدف الذى حدد لنا وهذا قبل مرحلة الادراك أو الهدف الذى حددناه بأنفسنا بعد مرحلة الادراك. ومع مرور الوقت وتراكم الخبرات وعبور سنوات الدراسة والدخول للحياة العملية نتخلى نحن بملء ارادتنا عن ادواتنا الدراسية مستعيضين عنها بأدوات المهنة على حسب التخصص، ولكن يظل القلم الحبر مرافقا معنا ولكن بصلاحيات محدودة تنحصر فى التوقيعات وهذا الدور ثانوي، أما دوره الرئيسى فهو اكثر اهمية حيث يكون مكملا لصورتنا الاجتماعية معبرا عما وصلنا اليه، وكلما ارتقينا اجتماعيا وعمليا اصابته حمى التغيير وأصبح افخم وأغلى ومن الماركات الكبرى. وهذا التغيير يستمر الى ان نصل الى كرسى المسؤولية. وبمجرد الجلوس على كرسى المسؤولية والشعور بنشوة النجاح نتذكر الايام الخوالى ونذهب بالذاكرة الى صندوق المحفوظات ونستخرج منه ادواتنا المدرسية ونتأملها ونراجع وظائفها وخصائصها، ومرة اخرى نطلب دعمها، ولكن هذه المرة نقوم نحن وبوعى تام بما نفعل باختيار ما نحتاجه منها.. وهنا نجد بعضا منا يمسك المسطرة ويلقي بها بعيدا حيث انه قرر ان يستغل وضعه كمسؤول لينحرف عن الخط المستقيم ظنا منه انه قد يكون هو الاجدى والأربح والاسرع فى القفز الى مراتب اعلى.. بينما يجد بعض آخر منا ضالته فى المحاية ويعدل وظفيتها الرئيسية من محو الاخطاء الى محو كل أثر للمسؤول السابق وهدم كل ما تم ليبدأ من جديد وكأنه وحيد عصره وفريد زمانه وبالتالى ندور فى حلقة اعادة البدء مع كل مسؤول جديد، ومع هذه النوعية من المسؤولين لا نصل أبدا لنقطة النهاية وهى تحقيق الاهداف المنشودة. فالخط المستقيم وتصحيح الاخطاء واستكمال البناء ما دام قائما على قواعد ثابته سليمة، سيرتقى بنا نحو ما هو افضل. [email protected]