شكل النزاع السوري محور لقاء الخميس في دبلن بين وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ونظيرها الروسي سيرغي لافروف والموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي من دون أن يسفر عن اي نتائج ملموسة. ومع استمرار الاشتباكات واعمال القصف في محيط دمشق، اعلنت بريطانيا أنها ستضغط على شركائها الاوروبيين لتعديل حظر الاسلحة المفروض على سوريا، ما قد يتيح تزويد المقاتلين المعارضين بالسلاح، بينما اكدت الاكوادور انها لم تعرض على الرئيس بشار الأسد اللجوء الى أراضيها. والتقت كلينتون امس في دبلن لافروف والابراهيمي من دون الخروج بأي قرار مثير حول الازمة السورية على قول الابراهيمي. وصرح الموفد الدولي للصحافيين اثر الاجتماع «لم نتخذ اي قرار مثير، لكنني أعتقد اننا توافقنا على ان الوضع سيئ وان علينا مواصلة العمل معا لنرى كيفية ايجاد سبل لوضع المشكلات تحت السيطرة قبل معالجتها اذا أمكن ذلك». وكانت كلينتون قالت للصحافيين قبل دقائق من بدء الاجتماع الثلاثي «بذلنا جهودا كبيرة للعمل مع روسيا بهدف وقف اراقة الدماء في سوريا والبدء بانتقال سياسي». وعبرت الوزيرة الأمريكية عن القلق المتزايد لدى المجموعة الدولية التي تخشى خصوصا استخدام نظام الرئيس السوري بشار الأسد اسلحة كيميائية ضد المعارضة المسلحة. من جهته، قال وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا في مؤتمر صحافي في واشنطن «من دون التعليق بشكل خاص على المعلومات بشأن تلك الاسلحة الكيميائية، من المؤكد اننا قلقون جدا، قلقون جدا حيال تفكير النظام (السوري) في استخدام اسلحة كيميائية مع تقدم المعارضة وخصوصا في اتجاه دمشق». ومن العراق المجاور، قال الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي «في اي حالة كانت، اذا استخدمت الأسلحة الكيميائية فإن من يستخدمها سيلاحق قضائيا». الى ذلك وافقت الحكومة الالمانية امس على ارسال بطاريتي باتريوت الى تركيا، متوقعة نشر ما يصل الى 400 جندي الماني لحمايتها من تهديدات سورية محتملة، في خطوة تنتظر موافقة مجلس النواب. وفي لندن، قال الوزير البريطاني لشؤون اوروبا ديفيد ليدينغتون في بيان للبرلمان «بعدما نجحنا في تعديل الحظر الاوروبي على الاسلحة (ومجموعة العقوبات) بتحديد فترة تمديد لثلاثة اشهر، سندعم من جديد تعديل حظر الاسلحة قبل انتهاء المدة في آذار/مارس 2013 بطريقة توفر المرونة الكافية لزيادة الدعم العملي للمعارضة السورية». ويعقد وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي اجتماعا في بروكسل ابتداء من الاثنين. وفي موسكو قال مسؤول روسي كبير إن الحكومة السورية «غير قادرة على أداء مهماتها» معتبرا أن تأثير موسكو على القيادة السورية «محدود» في تصريحات تحمل مواقف غير مسبوقة من روسيا التي تعتبر الداعم الأبرز لنظام الرئيس بشار الأسد في المحافل الدولية. وقال فلاديمير فاسيلييف، نائب رئيس الدوما (مجلس النواب) الروسي، إن الحكومة السورية «عاجزة عن أداء واجباتها والقيام بمهماتها» في تصريحات نقلتها وكالة «انترفاكس» الروسية للأنباء. وقال متابعون إن تصريحات فاسيلييف تعتبر مؤشرا إضافيا إلى سعي روسيا، التي سبق أن أجهضت عدة محاولات في مجلس الأمن لإصدار قرار ضد النظام السوري، إلى النأي بنفسها عن الأسد الذي بات يواجه ضغوطات عسكرية وسياسية كبيرة في معركته مع المعارضة. ميدانيا، استمرت اعمال العنف في مناطق سورية عدة لا سيما في دمشق ومحيطها، في يوم تجاوز فيه قتلى النزاع 42 ألف شخص، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من لندن مقرا له ويعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في سوريا.