نفى الدكتور نرمر عزام استشاري جراحة المخ والأعصاب والمشرف على العملية التي أجريت لرنيم محمد الحداد، هروبه إلى بلاده بعد إجراء العملية لرنيم. وبين ل«عكاظ» أنه سافر بسبب ظرف عائلي وأنه عاد بعد 24 ساعة من سفره بعد سماعه باتهامه بالهرب، مشيرا إلى أنه كان ينوي المكوث ثلاثة أيام، وقال «التأشيرة صدرت لي مسبقا، وأبلغت جميع الموظفين بسفري ولم يتم إبلاغي بمنعي من السفر»، نافيا وقوع أي خطأ طبي على رنيم، داعيا لعرضها على أطباء متخصصين للكشف عنها، مبينا أنها كانت مصابة بورم سرطاني خبيث بالمخ. ويأتي ذلك في وقت منعت فيه لجنة التحقيق المكلفة من مديرية الشؤون الصحية في جدة الطاقم كاملا من السفر لحين الانتهاء من القضية. وكشفت مصادر «عكاظ» أن وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة تلقى برقية شكوى عاجلة من عائلة رنيم تتهم المستشفى بتهريب الطبيب دون مساءلته، كما تلقى مدير الشؤون الصحية في جدة الدكتور سامي باداوود بمكتبه أمس، شكوى مماثلة بهروب الطبيب عزام، حيث كانت هناك محاولة سابقة للطبيب بالسفر ومنع من المطار. وقال الدكتور باداوود «صحة جدة أرسلت خطابا للمستشفى بمنع الفريق الطبي من السفر قبل 15 يوما»، مؤكدا مخاطبة المديرية العامة للجوازات والتأكد من ذلك، وإذا أثبت ذلك فإنه يعرض المستشفى للجزاء ومضاعفة العقوبات. فيما أكد فيه مصدر مسؤول في وزارة الصحة، رفض الإفصاح عن نفسه، أن التحقيقات الأولية في العملية الجراحية التي تسببت في دخول رنيم محمد الحداد، 12 عاما، في غيبوبة لأكثر من شهر كشفت أن غيبوبة الطفلة نتجت عن خطأ طبي. وبين ذات المصدر بأن الوزارة لن تتوانى في مضاعفة العقوبات على المستشفى بسبب هذا الخطأ، وأن حياة المرضى هي الأهم بالنسبة للوزارة. من جانبها قالت مصادر في المستشفى، إن الاستشاري سافر بعلم المستشفى بسبب ظرف عائلي طارئ، وسوف يعود خلال ساعات بضمان المستشفى. من جهته انتقد محمد الحداد صحة جدة، مؤكدا أن حالة ابنته المرضية لا تزال كما هي داخل المستشفى وفي انتظار موافقات مستشفيات أخرى لقبولها، موضحا أن مستشفى الحرس الوطني رفض رسميا استقبال الحالة، فيما ننتظر موافقة مستشفى الملك فيصل التخصصي التي تتعثر بعدم وجود سرير. وقال يوسف، جد الطفلة رنيم، إن لديهم خطابا بنقلها إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي، لكن صحة جدة تقف عاجزة لعدم قبولهم الحالة، مشيرا إلى أن طبيبا داخل مستشفى عرفان أخبرهم أن الطفلة رنيم متوفاة ولكنها تعيش على السوائل لوقت محدد فقط، وهذا ما أثار غضب العائلة ودفعهم لشكواه أمام مدير المستشفى. من جانبه علق استشاري جراحة المخ والأعصاب والمشرف على العملية في تصريح سابق بأن الطفلة رنيم الحداد، دخلت المستشفى وكانت تعاني من صداع مستمر لأكثر من أسبوع، وبالرنين المغناطيسي اتضح وجود ورم خبيث وضخم، وتم شرح الحالة للعائلة والمضاعفات التي سوف تنتج عن العملية وتم أخذ الموافقة من والدها على ذلك، حصلت «عكاظ» على نسخة من الموافقة. وأضاف الطبيب أنه «أثناء العملية حصل نزيف مفاجئ فاضطررنا إلى عمل جزء من الورم وتركنا جزءا آخر، ولكن الحالة تدهورت بعد 24 ساعة من نقلها، حيث توقف جذع المخ نتيجة انقباض في شرايين المخ وعدم وصول الدم مما أدى إلى توقفه تماما». مؤكدا أن والد الطفلة رنيم يعلم أن هناك مضاعفات للعملية بمقدار 20 بالمائة وهي نسبة عالية في العمليات، مشيرا إلى أن العائلة طلبت مناظرة عدة أطباء من خارج المستشفى وتم حضور أطباء من مستشفيات حكومية وخاصة، جميعهم أكدوا أن العملية أجريت بطريقة سليمة ما عدا طبيب واحد فضل أن تجرى العملية بالاستئصال دون المنظار.