لم يجد أهالي العاصمة المقدسة أمام نقص المتنزهات الذي يعانون منه في أحيائهم، سوى تحويل حجز السيارات في الشرائع إلى ممشى يزاولون فيه الرياضة، ويقضون فيه أوقاتا ممتعة مع أسرهم. غير عابئين بالأخطار المحدقة بهم، من قبل المركبات والخيول التي تتحرك فيه دون قيود، مطالبين بتشييد متنزهات في مخططاتهم، تتوافر فيها اشتراطات السلامة، بدلا من الانتقال إلى الشرائع، ومزاولة المشي في ظروف غير ملائمة. وبين سالم المقبل أنه يمارس رياضة المشي في حجز الشرائع منذ نحو أربعة أعوام، هربا من ضغوط الحياة، وليحافظ على صحته خصوصا أنه مصاب بالسكري والضغط، مشيرا إلى أن المشي يساعده على التخلص من تلك الأعراض. وذكر أنه أحيانا يمارس رياضة المشي برفقة أبنائه أو أصدقائه، مشيرا إلى انه دائما ما يجد في الممشى أو «الحجز» من هم أكبر منه على الرغم من أنه في ال55 من عمره، متمنيا تشييد ممشى نموذجي يزاولون فيه الرياضة دون أي معوقات. إلى ذلك، حذر فهاد القثامي من بعض الأخطار التي تحدق بهم خلال ممارستهم رياضة المشي في حجز الشرائع، مشيرا إلى أن الموقع يغص بالمتنزهين وأصحاب الخيول والدبابات رباعية العجلات، التي قد تصطدم بالأطفال المنتشرين في المكان بكثافة. وبين أن الحجز الذي حوله أهالي مكة إلى ممشى يفتقد للنظافة، مطالبا الجهات المختصة بالتحرك سريعا لإنشاء ممشى خاص بهم مزود بكافة العناصر التي تسهل عليهم ممارسة الرياضة دون أي معوقات. بدوره، شدد سلطان الثبيتي على أهمية أن تتحرك الجهات المختصة لتشييد الممشى الخاص بمخطط السبهاني وآخر في حي الحمراء، حتى لا يضطرون إلى الانتقال للحجز في الشرائع ومزاولة الرياضة فيه، على الرغم من الأخطار المحدقة بهم فيه. في المقابل أكد الناطق الإعلامي في العاصمة المقدسة عثمان أبو بكر مالي أن الأمانة حريصة على التوسع في انشاء مرافق عامة وحدائق يستفيد منها أهالي مكة، إضافة إلى استغلالها في اقامة المهرجانات الصيفية والموسمية، مبينا أنها حققت نجاحا كبيرا ولاقت استحسان الأهالي. وبين مالي أن هناك نحو 193 حديقة عامة في مكةالمكرمة، تبلغ مساحتها الاجمالية 728.200 متر مربع إضافة إلى العديد من الحدائق المعتمدة التي وزعت، في جميع الاحياء، لافتا إلى أن العاصمة المقدسة تحتضن 33 ملعبا لكرة القدم والطائرة والتنس. وأفاد مالي أن هناك مشاريع جديدة جار تنفيذها وتجاوزت قيمتها الاجمالية 100.000.000 ريال، وشملت إنشاء حوالي 37 حديقة بمساحة تقدر ب150.000 متر مربع وهي 10 حدائق في أحياء شمال مكة وخمس في الشرق و13 في الجنوب وتسع في الغرب. يذكر أن الامانة أنشأت حديقة كبيرة، مزودة بممرات خاصة لممارسة المشي داخل الحجز خدمة للمتنزهين، بعقد بلغت قيمته نحو 13 مليون ريال، لتحتضن الفعاليات التسويقية والترفيهية والمهرجانات داخله.