ارتبط أهالي جدة بشاطئ مدينتهم بعلاقة حميمة، بعد أن وجدوا فيه رزقهم وجلاء لهمومهم، فأصبحوا يزورونه كلما زادت عليهم الضغوط المعيشية، ويبوحون له بأسرارهم.. فكان لهم نعم الصديق، إلا أن سكان المدينة الساحلية بدأوا في السنوات الأخيرة يرون في المشاريع التي تنفذ لتطوير الواجهة البحرية لجدة حائلا بينهم وبين عشقهم، على الرغم من يقينهم التام بأنها تنفذ للصالح العام وتسعى لتجميل العروس، مستغربين طول أمد تنفيذها، يأتي ذلك في وقت أكدت الأمانة أن المشاريع ستجعل من الواجهة البحرية في جدة أحد أجمل السواحل على مستوى العالم، مطالبة الأهالي بقليل من الصبر. وبين محمد العبدالكريم أنه يحرص على مزاولة رياضة المشي مع زوجته على كورنيش جدة، منذ أن تقاعد قبل نحو خمس سنوات، مستدركا بالقول: لكن منذ بدأت مشاريع أمانة جدة لتطوير الواجهة البحرية، لم نجد بديلا سوى التحول إلى ميدان الكرة الأرضية الذي يبعد عن منزلنا قرابة 10 كلم لنزاول المشي فافتقدنا هواء البحر العليل، مشيرا إلى أن غالبية المشاريع تنفذ في وقت غير ملائم، على الرغم من أهميتها لمواكبة النمو السكاني، وضرورتها لتجديد البنى التحتية المتهالكة. إلى ذلك، رأى احمد سعدي أن التأخير في تنفيذ مشروع الواجهة البحرية وأعمال تجديد الكورنيش أزعجت عددا كبيرا من الاهالي والزوار القادمين الى محافظة جدة للتمتع بأوقات الإجازة والأعياد، ملمحا إلى أن المبررات التي تبديها الجهات المختصة لتنفيذ العديد من المشاريع في جدة تكاد تكون متشابهة. وشدد سعدي على أهمية أن تدرس الجهات المنفذة المشروع قبل البدء فيه، لتكشف المعوقات التي تعترضها مبكرا، وتعمل على تلافيها. بينما ألمح خالد السيد إلى أن طول فترة تنفيذ مشاريع الواجهة البحرية في جدة، حرمهم من الاستمتاع بالكورنيش والأجواء الجميلة، متمنيا أن تأتي لحظة التدشين بما يفوق توقعات الأهالى ويواكب تصريحات المعنيين حولها، مشيرا إلى أن محافظة جدة بحاجة لتوسعة واجهتها البحرية منذ نحو عقدين من الزمن، لتتناسب مع النمو السكاني الذي تشهده باستمرار. وعلى خط مواز، أعلن أمين محافظة جدة الدكتور هاني أبوراس تحرك الأمانة لتحسين الواجهة البحرية التي تبدأ من ميدان النورس شمالا، مؤكدا الانتهاء من إنجاز التصاميم الخاصة بالمشروع من قبل أكفأ المصممين في العالم، ويبدأ مقاولون مؤهلون عملية التنفيذ مع مطلع العام الميلادي الجديد. وقال أبوراس: يسير المشروع بطريقة جيدة حسب المراحل الهندسية، وينقسم العمل لأربعة أقسام، الأول يمتد من مركز حرس الحدود وصولا في الشمال إلى شارع المختار، والثاني يمتد من شارع المختار وحتى شارع صاري شمالا، أما القسم الثالث فيمتد من شارع صاري وحتى ميدان النورس شمالا وأخيرا القسم الرابع ممتد من دوار النورس وصولا إلى مسجد فاطمة الزهراء شمالا، مشيرا إلى أن المشروع يهدف لأن تكون الواجهة البحرية لجدة كتلة تصميمية واحدة ذات استخدامات متعددة تتخللها الخدمات العامة والخدمات الترفيهية والاجتماعية. وشدد على أهمية توظيف الثروة الجمالية من الأعمال الفنية والمجسمات الحالية في التصورات المستقبلية والعمل على إعادة تطويرها وتأهيلها وتوفير مناطق ترفيهية واجتماعية لكافة أفراد الأسرة وفئات المجتمع في الكورنيش. وأكد توفير البنية التحتية للمنطقة من الخدمات الأساسية وإعادة صياغة المواقع الاستثمارية من أكشاك للبيع ومحلات تجارية ومطاعم ومواقع ترفيهية ومناطق لممارسة النشاطات البحرية لتواكب الحياة العصرية. بدوره، أوضح مدير عام المرافق البلدية في الأمانة الدكتور بهجت حموه أن تجميل الواجهة البحرية لمدينة جدة يتكون من ثلاثه اجزاء، مبينا أن المرحلة الأولى من تطوير الواجهة البحرية ستنتهي قريبا بكلفة 180 مليون ريال. وبين الدكتور بهجت أن مشروع التطوير يشتمل على مسطحات خضراء وألعاب أطفال ومقاعد جلوس وفق تصاميم فريدة وعالمية وأشجار نخيل وكذلك عدد 13 موقعا استثماريا ما بين أكشاك تجارية ومطاعم، إضافة لتسع وحدات دورات مياه، تضم كل وحدة ستة حمامات، مشيرا إلى أنه خصص لها عقد مستقل لصيانتها ونظافتها.