أكد رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية الدكتور عبدالعزيز بن صقر الغامدي أن الجامعة جعلت مكافحة الإرهاب أحد أبرز شواغلها، مشيرا إلى أن مؤتمر (أثر الإرهاب على التنمية الاجتماعية)، الذي تنظمه الجامعة بالتعاون مع الأمانة العامة لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب، يأتي استكمالا للجهود التي بذلتها وتبذلها للتصدي لظاهرة الإرهاب بأبعادها الاجتماعية والأمنية والاقتصادية والسياسية انطلاقا من حرص مجلس وزراء الداخلية العرب على اتخاذ كل ما يلزم لحماية المواطن العربي من خطر الإرهاب حتى غدت هذه الجهود نماذج يحتذى بها عالميا سواء من ناحية المكافحة الأمنية أو الاجتماعية أو الفكرية. وأكد في افتتاح المؤتمر أمس، أن الأمن مسؤولية الجميع وهو ما كان ينادي به صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز - رحمه الله - الذي أسس وتبنى هذا الصرح الشامخ مع أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب فكانت رسلة الجامعة خدمة القضايا الاجتماعية والأمنية. وأشار الدكتور الغامدي إلى أن الجامعة تحظى بدعم من أصحاب السمو المعالي وزراء الداخلية العرب ومتابعة دقيقة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية رئيس المجلس الأعلى للجامعة، منوها بجهود صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز - رحمه الله - وصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز تجاه الجامعة، معربا عن شكره لوزراء الداخلية العرب على جهودهم ودعمهم للجامعة في رسالتها العلمية والأمنية لخدمة المجتمعات العربية. وأعرب عن شكره لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب والسفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي المشاركين في المؤتمر، متمنيا أن يحقق هذا المؤتمر أهدافه المبتغاة في التصدي لظاهرة الإرهاب والتطرف وصولا لمجتمعات آمنة. كما ألقى ممثل الأمانة العامة لجامعة الدول العربية الدكتور طارق النابلسي كلمة رحب فيها بالحضور، وأكد أهمية مكافحة الإرهاب في الوطن العربي لما لذلك من دور في تقدم التنمية وأمن الاوطان العربية. بعد ذلك ألقيت كلمة الوفود العربية ألقاها نيابة عنهم مستشار وزير الشؤون الاجتماعية اللبناني ياسر سليمان ذبيان طرح خلالها عدد من التساؤلات عن كيفية دخول الإرهاب إلى المجتمعات العربية وآثاره الاجتماعية والاقتصادية والأمنية والسياسية وسبل مكافحته، وأكد أن المؤتمر يهدف إلى وضع سياسات لتقوية هذه الجوانب ومعالجة أثرها وإيجاد حلول ناجعه لها. بعد ذلك بدأت أولى جلسات المؤتمر بعنوان «العلاقة بين التنمية والإرهاب في الوطن العربي .. وطبيعة الإرهاب وآثاره على التنمية» رأسها الدكتور علي بن إبراهيم النملة وزير الشؤون الاجتماعية الأسبق، وشارك فيها الدكتور ذياب موسى البداينة والدكتور أحسن بن مبارك طالب. ويسعى المؤتمر الذي انطلقت أعماله أمس في مقر الجامعة بالرياض ويستمر ثلاثة أيام، بمشاركة أكثر من 197 مشاركا ومشاركة من 16 دولة عربية وثماني منظمات عالمية إلى تحقيق جملة من الأهداف من أهمها: توثيق العلاقة بين أجهزة التنمية والأجهزة الأمنية في الدول العربية، وتسليط الضوء على مهددات التنمية في الوطن العربي، وتفعيل دور المؤسسات الاجتماعية في مواجهة الإرهاب، والوقوف على نتائج بعض التجارب العربية والدولية في مواجهة الإرهاب، مبيناً أن من أهم محاور المؤتمر هي : تأثير الإرهاب على المنجزات التنموية ، ودور مؤسسات المجتمع المدني في مواجهة الإرهاب ، وتمويل الأنشطة الإرهابية وآثاره على التنمية ، ودور المؤسسات الاجتماعية والحكومية في التصدي للأنشطة الإرهابية، والتخطيط التنموي لمواجهة الأنشطة الإرهابية والتدابير والنماذج الناجحة للتصدي للإرهاب منها عدد من التجارب العربية في مواجهة الإرهاب وجهود جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية في التصدي للإرهاب في ضوء الاستراتيجية العربية لمكافحة الإرهاب. وسيناقس المؤتمر مجموعة من الأبحاث منها (العلاقة بين التنمية والإرهاب في الوطن العربي)، و(طبيعة الإرهاب وآثاره على التنمية)، و(التعاون بين المؤسسات الاجتماعية والحكومية ومنظمات ومؤسسات المجتمع المدني في مكافحة الإرهاب)، و(تفعيل العمل الشبكي بين كافة الهياكل الأمنية والاجتماعية والقانونية والإعلامية للقضاء على الإرهاب وتفكيك بنيته التنظيمية)، و(المشروع الوطني للمصالحة الاجتماعية) و(دور التعاون الدولي في المجال الاقتصادي والاجتماعي في مكافحة الإرهاب)، و(القانون الدولي والإرهاب والتنمية الاقتصادية)، و(تعزيز الجانب الاجتماعي في المدخل الأمني للوقاية من الانخراط في التنظيمات الإرهابية)، و(تعزيز دور المرأة في التوعية وغرس الأفكار الإيجابية وتقوية الانتماء الوطني في الأطفال والشباب لمكافحة الإرهاب)، و(المرأة ودورها في الأسرة لترسيخ الهوية الوطنية ومواجهة الإرهاب)، و(تعزيز الجانب الاجتماعي في المدخل الأمني كحل وقائي من الانخراط في التنظيمات الإرهابية)، كما سيناقش المؤتمر التجربة السعودية والجزائرية والأردنية والمصرية والعراقية واللبنانية في مواجهة الإرهاب.