أكد الرئيس محمد مرسي أمام أنصاره المحتشدين أمام قصر الاتحادية الرئاسي في القاهرة الجمعة، أن مصر تسير على طريق «الحرية والديمقراطية» وأنه يعمل من أجل تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي وتداول السلطة وأنه لا يمكن لأي فصيل أن يدعي أنه صاحب الفضل في أحداث 25 يناير، وذلك غداة قراراته التي تعطيه سلطات مطلقة والتي نددت بها القوى المدنية. وقال الرئيس أمام أنصاره من جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين إن «الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي وتداول السلطة هو ما أريده وأعمل من أجله» مضيفا «لا خطر على أهداف الثورة وواجبي أن أسير في سبيل تحقيقها» بينما احتشد معارضوه في ميدان التحرير في القاهرة وفي ميادين مدن مصرية أخرى للتنديد بهذه القرارات التي يقولون إنها تجعله «فرعونا» جديدا. وأضاف مرسي «كنت وما أزال وسأبقى مع نبض الشعب وما يريده بشرعية واضحة». وشدد مرسي أنه لن يسمح باستخدام المال الفاسد الذي تم جمعه في ظل النظام السابق لهدم مؤسسات الدولة ومكتسبات الثورة، مبينا أن الإعلان الدستوري الذي أصدره أمس ليس الهدف منه الانتقام من شخص بعينه. وحمل الرئيس المصري أيضا على معارضيه في السلطة القضائية الذين قضوا بحل مجلس الشعب الذي كان يهيمن عليه الإسلاميون ويبحثون في الحكم بحل الجمعية التأسيسية المكلفة وضع الدستور الجديد الشهر المقبل. وقال متوعدا «من يريد أن يختبئ داخل المؤسسة القضائية نحن له بالمرصاد». وأضاف «قدر لي أن أقود هذه السفينة، ولا أستطيع أن أنحاز إلى فريق ضد آخر، أو أغض الطرف ضد من يحاول هدم السفينة». وينتهى العمل بالإعلان الرئاسي الذي أصدره مرسي، ويمنحه سلطات مطلقة حيث يجعل كل قراراته غير قابلة للطعن أو الالغاء، فور إقرار الدستور الجديد المرتقب في منتصف فبراير المقبل. وقد انسحب تقريبا كل ممثلي القطاعات المدنية والمهنية ومؤسسة الأزهر والكنائس المسيحية من هذه الجمعية التأسيسية، التي يهيمن عليها الإسلاميون، منددين بممارساتها غير الديموقراطية وعدم أهلية الكثير من أعضائها، الأمر الذي زاد من احتمالات الحكم بحلها. في هذه الأثناء، أحرق متظاهرون مناهضون لجماعة الإخوان المسلمين وللرئيس المصري محمد مرسي القيادي في الجماعة، مقرين جديدين لحزب (الحرية والعدالة) الذراع السياسي للجماعة بمحافظة الإسكندرية. كما فرضت عناصر الأمن المصري، مساء أمس طوقا أمنيا حول المقر الرئيسي لجماعة الإخوان المسلمين في القاهرة، وبعدد كبير من مقار حزب (الحرية والعدالة) الذراع السياسي للجماعة. وقالت مصادر محلية بالإسكندرية أن متظاهرين نظموا مسيرة وصلت إلى منطقة (الحضرة القبلية) وهاجمت مقر حزب (الحرية والعدالة) الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين مقابل المستشفى الميري وحطمت محتوياته وأحرقت اليافطة، ثم أحرقت محتويات مقر الحزب بمنطقة (الإبراهيمية)، ولم تنجح في المقر في منطقة (سيدي جابر). فيما أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على محتجين على حافة ميدان التحرير بوسط القاهرة أمس، حيث احتشد الآلاف في مظاهرة ضد الرئيس مرسي. وقال شاهد عيان إن الغاز المسيل للدموع أطلق في شارع متفرع من ميدان التحرير يقود إلى مباني مجلس الوزراء والبرلمان. وسقطت بعض عبوات الغاز على مشارف الميدان. كما أضرم بعض المحتجين النار في الشارع.