يرفض الدكتور حافظ المدلج الزج به في دائرة التأويلات لاستقالته المفاجئة من جميع مناصبه في الاتحاد السعودي لكرة القدم، نافيا وجود أي مخططات أو نوايا لعودته في أي منصب خلال وقت قريب على أقل تقدير، مكتفيا بما قدمه طيلة 12 عاما ومبديا رضاه التام عن تجربته في المجال الرياضي التي بدأها مطلع القرن الجديد. وفضل المدلج الذي يعد أحد مراكز القوى للتمثيل السعودي آسيويا ومن أبرز الكوادر الرياضية السعودية التي ساهمت في تطوير المسابقات الرياضية وإنشاء رابطة دوري المحترفين والعمل على مواكبة العمل الاحترافي في المنظومة الرياضية، الابتعاد لأسباب يراها جوهرية كاشفا في حواره ل«عكاظ» عن دوافع رحيله وسر التوقيت وعلاقته بالجمعية العمومية، متناولا الواقع الحالي للرياضة السعودية ووجهته المقبلة وموقفه من العمل في الاتحاد الآسيوي وجملة من المواضيع تطالعونها فيما يلي: في الوقت الذي كان الشارع الرياضي يترقب فيه توليكم موقعا قياديا في الاتحاد السعودي لكرة القدم، إلا أنك قدمت استقالتك من جميع المناصب التي كنت تشغلها، ما سر هذه الابتعاد المفاجئ؟ ما من سر يمكن إخفاؤه، وإنما كانت رغبة شخصية بأن أترك الفرصة لغيري بعدما أمضيت 12 عاما في خدمة بلدي من خلال الاتحاد السعودي لكرة القدم، وأعتقد بأنني قدمت كل ما الدي واستطعت أن أترك ما يستحق الذكر وإن كانت الآمال أكبر والطموحات أعلى، لكن ليس كل ما يتمنى المرء يدركه، ثم إن استقالتي لم تكن مفاجأة وإنما كان مرتبا لها مسبقا منذ أعلن الأمير نواف بن فيصل عن استقالته وبعض أعضاء الاتحاد السعودي عقب خسارة منتخبنا الوطني أمام أستراليا في تصفيات كأس العالم فقررت الابتعاد، إلا أنني فضلت البقاء من أجل الرياضية السعودية وحتى لا تترك الأمور (هكذا) وللمعلومية جميع أعضاء الاتحاد السعودي يدركون ويعرفون مدى رغبتي في الاستقالة وعندما وجدت الفرصة المناسبة أعلنت استقالتي وفسح المجال أمام الآخرين لكي يخدموا الرياضة السعودية برؤية وأفكار جديدة ولاسيما انني في وقت سابق طالبت بدماء جديدة للعمل في الاتحاد السعودي ومن باب أولى كان قراري هذا. انقسم الشارع الرياضي في تفسير استقالتك بين من يقول إنها مجرد مناورة للعودة في منصب أمين عام مع أحد المرشحين وبين من يفسرها بأنها ردة فعل لعدم اختيارك عضوا في الجمعية العمومية؟ واقع الحال كلا التفسيرين جانبا الحقيقة إذ ليس لدي الرغبة في العمل بالاتحاد السعودي لا في منصب الأمين العام ولا غير ذلك، كما أنني لست من هواة التخطيط في الظلام، فأنا واضح وعندما استقلت كنت صادقا في تبريراتي، قدمت ما عندي وأحببت أن أفسح المجال للآخرين، كما أن استقالتي لم تكن ردة فعل لعدم دخولي للجمعية العمومية فأنا منذ فترة وأنا أفكر في الاستقالة نهائيا ولا أفكر في العودة. حديثك يشير إلى أن وراء الأكمة ما وراءها وأن ثمة أمورا تحاك خلف كواليس اتحاد القدم لذا فضلت الابتعاد.. هل هذا صحيح؟ الامر ليس بالصورة التي ذكرت ولكن القرار في اتحاد الكرة ينبع من جهات مختلفة. نفهم من حديثك بأن القرار في الاتحاد السعودي يصدر من خارج الاتحاد؟ لا أقصد ذلك وإنما عندما تبحث عن قرار فإنه يمر من خلال قنوات ذات سرعات مختلفة فالسرعة التي يسير عليها الاتحاد السعودي تختلف عنها في رابطة دوري المحترفين وأيضا في الرئاسة العامة التي تختلف عنها المكاتب التابعة لها وبالتالي عندما تريد أن تتخذ خطوة تأخذ وقتا طويلا ولم أكن أقصد بأن يكون القرار في اتحاد القدم يأتي من خارجه. ماذا قدمت خلال 12 سنة وإلى أي مدى أنت راضٍ عن ذلك؟ الحمد لله قدمت أشياء كثيرة وساهمت في عدة تغييرات كان لها دور كبير في تطوير الرياضة السعودية، ولعل النقل التلفزيوني أحد أهم الموضوعات التي أسهمت في تطويرها فقد بدء النقل ب 10 ملايين ريال بعد ذلك تم بيع حقوق النقل ب100 مليون ريال ومن ثم وصل السعر إلى 150 مليون ريال وكان بالإمكان أن يتطور ويصل إلى 200 مليون ريال لكن تم بيع حقوق النقل التلفزيون السعودي وكنت أطمح بأن يكون هناك تنافس بين القنوات على طريقة المناقصات فأنا على يقين بأن الدوري السعودي سوف يكون مستهدفا من قبل عدد كبير من القنوات الخليجية ولا أخفي عليك كان لدي عرض يصل إلى 300 مليون ريال للفوز بحقوق النقل التلفزيوني، وهذا الأمر كان سيعود بالفائدة الكبيرة للكرة السعودية ويحدث نقلة نوعية كما أنه سوف يدفع بعجلة التطور إلى مرحلة متقدمة، ولكن الحقوق كما تعرف باتت من حق التلفزيون السعودي، وهذا الجانب أمر مهم فهناك العديد من المسابقات الأوروبية التي شهدت تطورا وأصبحت مميزة لم يكن يتحقق ذلك إلا بعد ثورة النقل التلفزيوني؛ فعلي سبيل المثال الدوري التركي الذي أحدث النقل التلفزيوني تحولا كبيرا في تطور الأندية التركية وإحضار النجوم وبالتالي انعكس ذلك على مستوى المباريات والحضور الجماهيري. هل حققت كل طموحاتك في الاتحاد السعودي لكرة القدم؟ بطبيعة الحال لم أحقق كل ما أريد لكن قدمت ما يجعلني راضيا عن نفسي، بلا شك أن العمل بالاتحاد السعودي طوال الفترة الماضية كان نابعا من حبي لوطني وحبي للرياضة فكانت طموحاتي في كل موسم تزيد وساهمنا في تغيير العديد من الثوابت التي كانت محور تقدمنا فإلى جانب ما ذكرت بخصوص حقوق النقل هناك مساهمات في الرابطة وهناك مساهمات في المهام التي أسندت لي وإن كنت أتطلع إلى ما هو أبعد ولعل هاجسي في الفترة الماضية هو استضافة المملكة العربية السعودية نهائيات كأس آسيا لعام 2019، ومازلت أحلم بذلك وإن شاء الله يتحقق ذلك، ومن موقعي بالاتحاد الآسيوي سأبذل قصارى جهدي لتحقيق ذلك؛ فالمملكة العربية السعودية من الدول الرائدة رياضيا في القارة الآسيوية، فمن الصعب أن لا تنظم حتى الآن بطولة القارة ولاسيما أن هناك العديد من الدول التي أقل من إمكانيات المملكة وأقل من موقع المنتخب السعودي في البطولة حظيت بتنظيم كأس آسيا لذا هو الهدف الذي سأعمل عليه وإن شاء الله يتحقق ذلك. هل تنوي الابتعاد عن العمل في النشاط الرياضي المحلي؟ لا لن أبتعد عن المساهمة في خدمة وطني وأنا رهن الاشارة بغض النظر عن الاستقالة التي اعلنتها فاني سأكون قريبا من الاندية وقريبا من الاتحاد السعودي وقريبا من المسؤولين، فالاستقالة هدفها إتاحة الفرصة لجيل جديد يقدم ما لديه لوطنه والحمد لله أني نجحت في توظيف اثنين من الشباب السعودي في الاتحاد الاسيوي وشاركا في تنظيم بطولة كأس آسيا التي أقيمت مؤخراً بالامارات. ما رأيك في انتخابات اتحاد الكرة؟ ولماذا لم تترشح؟ في تصوري الشخصي بأن إقامة الانتخابات هي بحد ذاتها خطوة نحو الطريق الصحيح، ونتطلع إلى أن تظهر انتخابات بالصورة الجميلة وجميع الزملاء محل ثقة الرياضيين أما عدم دخولي لعضوية الجمعية العمومية فهذا راجع إلى رغبتي المسبقة في الاستقالة. عقدت اجتماعا ثلاثيا في جدة مع ممثلي قطر والامارات في الاتحاد الآسيوي لماذا؟ الاجتماع كان تنسيقيا الهدف منه فيما بيننا الظهور في الاجتماعات الآسيوية برأي واحد وهو نوع من توحيد وجهات النظر لأننا في السابق كان كل ممثل يحضر ولا يدري ماذا يريد الآخر ولا يعرف مسببات موقفه أما الآن نحن ندرس الوضع في المسابقات المحلية لدينا ومن ثم نتفق على توجه واحد من اجل كسب القرار وهذه النوعية من الاجتماعات تحدث في كل الدول المتقدمة رياضيا وفي الاتحادات الشرق الاسيوية تعمد إلى مثل هذا الاجتماع لتحديد موقفهم الذي يتناسب مع مصلحة كل بلد؛ فعلى سبيل المثال نحن في غرب آسيا متضررون من إقامة مباريات دوري أبطال آسيا يومي الثلاثاء والأربعاء فعندما تلعب الجولة الأولى يومي الثلاثاء والأربعاء وبعد أسبوع تلعب الجولة الثانية أيضا يومي الثلاثاء والأربعاء وبالتالي لا نستطيع أن نلعب جولة محلية على مدار الأسبوع ولكن عندما نغير مواعيد المباريات فمثلا نلعب في منتصف الأسبوع يكون بإمكاننا أن نلعب مباريات في الدوري المحلي هذا الاقتراح يناسب قطر والإمارات والسعودية ولا يناسب كوريا واليابان وتحديداً اليابان التي تصر على إقامة المباريات يومي الثلاثاء والأربعاء لأن الاتحاد الياباني لديه ارتباطات الحكام المحليين كونهم حكاما محترفين وكل الايام تسمح بإقامة المباريات إلا يومي الثلاثاء والأربعاء وبالتالي يفضلونها آسيويا ولكن نحن في اجتماع جدة اتفقنا على صيغة معينة وإن شاء الله نوفق في تغيير أيام المباريات. نشب خلاف بينك وبين القناة الرياضية السعودية وصدر على إثره قرار بمنع ظهورك على شاشة القناة، ما هي الأسباب من وجهة نظرك؟ حقيقة تحدثت كثيرا عن هذا الموضوع الذي أخذ عدة منحنيات فقد كتبت مقالة عن حقوق النقل وأشرت إلى الطريقة التي حصلت عليها القناة الرياضية على حقوق النقل والتي كنت أتمنى أن تحصل عليها، لكن ليست بهذه الطريقة فقد ذكرت أن من الأفضل أن يتم دعم القناة ومن ثم تحصل على الحقوق كما تناولت أن القناة الرياضية طالما حصلت على الحقوق يجب أن تسعى إلى الاستفادة من الشركات العالمية والمتقدمة في النقل التلفزيوني وعددت خمس شركات عالمية وتطرقت في المقال إلى القنوات الأخرى كالجزيرة وأبو ظبي والدوري والكأس بأنها تسبق قناتنا الرياضية بسنوات ضوئية، والبعض من القائمين على القناة ترك كل الإيجابيات التي جاءت بالمقالة وأخذ عبارة «تسبق قناتنا الرياضية بسنوات ضوئية» ونقلها للمسؤولين بالقناة وتم تصعيد الموضوع بطريقة لا أحب التعليق عليها وبعد ذلك صدر قرار بمنعي من الظهور على القناة الرياضية. ماذا فعلت تجاه هذا القرار؟ التقيت بوزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجه وتحدث معي وكان دمث الخلق متفهما ومدركا على مستوى عال من الوعي وتعامل معي بكل احترام وتقدير وهو من بادر بالاتصال وكنت وقتها في لبنان واتفقنا بعد عودتي إلى السعودية التقي به وبالفعل اجتمعت معه في السادسة من رمضان وتحدثنا بشكل مفصل وتفهم الموضوع وأنا أشكره على هذا التواصل. هل طالبك بالاعتذار؟ لا فأنا لم أخطئ حتى أعتذر وإنما قلت وجهة نظري ولم أكن أقصد الإساءه للقناة ومعالي الوزير مقتنع بأني لم أخطئ وصدقني لو حدث ذلك كنت سأبادر بالاعتذار. لكنك لم تظهر بالقناة؟ الموضوع أخذ منحنى آخر والدليل أنني أظهر في القناة الأولى والإخبارية والثقافية باستثناء القناة الرياضية، فالذي أريد أن أقوله إن حافظ المدلج لن يخسر إذا لم يظهر في القناة الرياضية فالحمد لله الذي أريد أن أوصله إلى الشارع الرياضي يوصل من خلال مقالاتي ومن خلال القنوات الأخرى كالعربية والدوري والكأس وأبو ظبي وغيرها كما أن القناة الرياضية لا تتوقف على حافظ المدلج فهناك زملاء محللون قادرون على إثراء الساحة الإعلامية بآرائهم وتحليلاتهم وبالتالي الموضوع بالنسبة لي عادي.