انطلقت، أمس الأول، أعمال منتدى الأمير عبدالرحمن السديري للدراسات السعودية في دورته السادسة، والذي تنظمه مؤسسة عبدالرحمن السديري الخيرية في دار الجوف للعلوم بمدينة سكاكا، تحت عنوان «الآثار إنقاذ ما يمكن إنقاذه». وشارك في المنتدى المهتمون بالآثار من مسؤولين ومتخصصين ومتابعين لشؤون الآثار، من الهيئة العامة للسياحة والآثار، وعدد من كليات السياحة والآثار في جامعات المملكة. وقد ناقش المنتدى، عبر ثلاث جلسات، عددا من أوراق العمل في ستة محاور «هي الوضع الحالي للمناطق الأثرية في المملكة ، والأبعاد الاجتماعية والثقافية والحضارية والاقتصادية للاهتمام بالآثار، وجهود الهيئة العامة للسياحة والآثار في مجال الآثار، والرؤية المستقبلية للعناية بالآثار، والخطوات المأمولة من الدولة والمجتمع والمواطن تجاه الآثار، ونتائج استرداد الآثار». وأوضح الدكتور عبدالرحمن الطيب الأنصاري في ورقة قدمها للمنتدى أن المناطق الأثرية في المملكة ما تزال بحاجة لمزيد من الجهود والاهتمام، على الرغم من الجهود التي تبذلها مختلف الجهات الرسمية ذات العلاقة. وأضاف الأنصاري «نكاد لا نجد مكانا في المملكة إلا وقد نقب فيه، فهواة الآثار الذين لا يحسون بالمسؤولية ينبشون كل موقع أثري، ولا أدل على ذلك مما حدث في قرية الفاو، إذ إن الشاهد الأثري الوحيد على أهمية المعبد اقتلع من مكانه، ولا ندري أين ذهب، ولا ندري من فعل ذلك». فيما تناول نائب الرئيس للآثار والمتاحف في الهيئة العامة للسياحة والآثار الدكتور علي بن إبراهيم الغبان في ورقته «جهود الهيئة العامة للسياحة والآثار في المحافظة على الآثار والتراث» اثنى فيها على جهود الهيئة في المحافظة على الآثار والتراث ، مؤكدا أن العناية بالتراث الثقافي أصبحت سمة من سمات الدول المتقدمة، فكلما تقدمت الدول ثقافيا واقتصاديا وارتفع مستوى التحضر بين مجتمعاتها، زادت عنايتها بتراثها الثقافي، وعملت على المحافظة عليه، وحمايته وتأهيله وتنميته ثم استثماره اقتصاديا. تلا ذلك ورقة العمل التي قدمها مستشار سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الدكتور سعد بن عبدالعزيز الراشد بعنوان «نتائج استرداد الآثار»، موضحا أنه في ضوء الخطة الاستراتيجية للهيئة العامة للسياحة والآثار للمحافظة على الآثار الوطنية الثابتة منها والمنقولة، فقد تبنت الهيئة برنامجا مهما لاستعادة الآثار الوطنية في الداخل والخارج، وكانت البداية إقامة أول معرض للآثار الوطنية المستعادة برعاية كريمة من خادم الحرمين الحرمين الشريفين حفظه الله بالتزامن مع المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية 27)، وقد واكب المعرض عددا من الفعاليات المشتملة على زيارات طلابية وعامة للمعالم التراثية والتاريخية في مناطق المملكة، وتنفيذ ورش عمل في عدد من المتاحف المحلية والإقليمية، والجامعات السعودية وتوجت بإقامة الندوة العالمية لاستعادة الآثار.