مشهد دام تتقطع منه نياط القلوب وتشمئز له الأبدان وتخرج منه رحمة الأبوة لتغرس شفرة الفراق المميتة في أجساد فلذات الأكباد، «لمى» إحدى تلك الصور المؤثرة التي فارقت الحياة وتركت الدموع والذكريات والأحزان نبرات شجن تذكرنا ببراءتها وعذوبتها. مفارقة عجيبة ظاهرة العنف الأسري التي أضحت تشكل مرضا يلازم البعض، فأربابها شرهون جدا يمقتون الصواب ولا يعترفون سوى بقهر الأمهات ونحر الطفولة بكل بساطة. بكينا على «لمى» وأبكانا قبلها مشاري وأسامة وتالة الذين ذهبوا في عنف خادمات أرعن، والمصيبة العظمى هذه المرة عنف الوالدين تجاه أطفالهم فلا أحد يعرف ما هو السبب والمسبب. الكل يتفق في أنها أعراض عصبية أو مرضية أو إدمان وخلافه، ولكن لماذا الأطفال الأبرياء هم الضحايا ؟ لماذا لا يكون هناك ضحايا آخرين غيرهم ؟ تساؤلات تجر بعضها وحوارات لا تنتهي، وتبقى «لمى» مضرجة بعنفها تحت التراب. إلى متى هذا الأنين ؟ هل هو سخف أم استخفاف بهذه النفوس وعدم مداراة نشأتها وكيانها الصغير ؟. على جمعية حقوق الإنسان أن تتخذ حلا قويا جراء ذلك، وليته يكون بتسجيل رقم لكل مولود في هذه الجمعية والاطمئنان عليهم من حين لآخر ووضع حدود رادعة لكي تزداد هذه الحالات وتطغى. إننا محزنون لهذا الألم الذي كان عجل برحيل لمى فمن الشهيدات ياحبيبتي وأعان الله قلب والدتك المفطور على هذه الفجيعة. من مقتل لمى البارد علينا أن نتحد لنكون جميعا أصحاب قرار ونية صافية في الإبلاغ على كل رب أسرة تشوبه بعض الأخلاقيات الغير الجيدة والمرئيات السلبية لتكون العين عليه من قبل المسؤولين، فهو مصدر خوف كبير ليس على عائلته البريئة بل على نفسه الضالة. لا نريد أن نكون مناوئين لهؤلاء المعنفين أسريا بل لنحول اتجاههم العكسي ونظريتهم لعلهم يكونوا أصحاب نفع وسداد فقط نحاورهم نملكهم عقولهم قبل أن يغرسوا شفراتهم في أجساد يحبونها.