وصف أهالي محافظة مهد الذهب الحفل الرياضي الذي نظمته أمس شركة معادن داخل حرم منجم مهد الذهب، بحضور عدد من المسؤولين من بينهم محافظ مهد الذهب مصلح بن مسعد الجهني، بأنه «حفل ترضية للمسؤولين فقط»، حيث اعتذر عدد من الأهالي عن الحضور بحجة أنه «لا مجال للاحتفال مع من تسبب في تلوث بيئة مهد الذهب وسبب لنا الكثير من الأمراض». من جهته قال المواطن بندر المطيري أن الشركة المشغلة لمنجم مهد الذهب «لا تزال تعارض الاشتراطات البيئية ولم تقدم ما هو مأمول منها»، مطالباً ببناء مستشفى مجهز وفتح جامعة تعدينية تخدم أبناء المحافظة وابتعاثهم، إضافة لكف التلوث عن الأهالي ونقل المردم لمكان آخر، مضيفاً هذه المطالب هي جديرة بأن تقوم بها شركة بحجم معادن، داعياً إلى عدم انشغالها بالاحتفالات التي لا تسمن ولا تغني من جوع ونصنفها بأنها احتفالات مدارس فقط لا أقل ولا أكثر. وأوضح ل«عكاظ» الدكتور عبدالله الفراج عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود الذي كشف تلوث التربة في مهد الذهب في دراسة له سابقة أعدتها جامعة الملك سعود بالرياض في مهد الذهب، أن تلوث مهد الذهب يشكل خطرا على السكان لا بد من حله وتنفيذ مطالب الأهالي في تلك المنطقة، وبين أن أمراض الفشل الكلوي في ازدياد وأن ناقوس الخطر يدق، محذراً سكان المحافظة إذا لم تحل قضيتهم، وأنه يأمل حل القضية برمتها وإيجاد بدائل تعدينية أخرى للشركة المشغلة للمنجم وإبعاد المردم عن السكان في المحافظة. وقال أحد المنظمين للحفل الرياضي بمنجم مهد الذهب أمس «هذا الحفل هو السابع عشر الذي ينظمه المنجم بحضور شخصيات هامة ويتميز مهرجان هذا العام بشعار (فريق واحد وهدف واحد) بمشاركة فريق الأسطورة من أبناء المحافظة بفريقين لكرة القدم وكرة الطائرة بجانب فرق الذهب والفضة والنحاس التي مثلت أعمال المنجم». من جانبه قال محافظ مهد الذهب مصلح الجهني «تنظيم مثل هذه المناسبات من شأنه تقوية أواصر المحبة والروابط الأخوية، وتعزيز التواصل الاجتماعي والرياضي بين منسوبي شركة معادن ممثلة في منجم مهد الذهب وبين أهالي المحافظة». من جهته كشف رئيس شركة معادن للذهب ومعادن الأساس المهندس يحيى الشنقيطي، أن الشركة بصدد افتتاح منجم السوق والمتوقع في شهر أبريل من عام 2013، مشيراً إلى أنه تم توظيف 200 موظف من خريجي الثانوية العامة يدرسون حالياً في المعهد التقني السعودي بعرعر الذي أنشأته شركة معادن، وقدم الشنقيطي شكره لمدير التربية والتعليم بالمحافظة على مشاركتهم بفريق من أبناء المحافظة من مبدأ اواصر المحبة والأخوة بين أبناء المحافظة والعاملين بالمنجم. بعض الأهالي وصفوا تصريحات وحضور بعض المسؤولين بالمجاملة، وقال المواطن صالح المطيري «الشركة هي المتسبب الوحيد في أمراض الربو والفشل الكلوي والكثير من الأمراض الناجمة من أضرار التلوث البيئي الذي تبثه هذه الشركة كل صباح لأسقف منازل أهالي مهد الذهب». ووصف تصريح بعض المسؤولين بالمجاملة على حساب أهالي المحافظة، ودعاهم ليكونوا أكثر جرأة في نطق الحقائق، لافتاً إلى أن الشركة لم تقدم للمحافظة سوى الأضرار، وقال «حتى الدعم للأجهزة الحكومية والجمعيات هو أشبه ما يكون بالمعدوم، فلماذا نمجدها عندما أقامت حفلا بسيطا لا يكلف مئات الريالات». وشهدت الدائرة الإدارية الثانية عشرة في المحكمة الإدارية في جدة صباح أمس الأول مواجهة عاصفة ضد شركة معادن وممثل الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة من قبل المحامي عن أهالي محافظة مهد الذهب، وبدأ القاضي الجلسة السادسة عشرة بالنظر في تظلم أهالي المحافظة بين أخذ وشد، وأبدى المحامي اعتراضه على التقارير التي قدمتها الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة وتتمثل في أن التلوث في مهد الذهب لا يضر وأنه طبيعي، وطلب القاضي من محامي الأرصاد تقارير دورية. من جانبه، أوضح مصدر أن المحامي سيستعين بشهود خبراء مختصين في التلوث للإدلاء بشهادتهم في القضية في الجلسة المقبلة بعد أن أجلها القاضي إلى الثاني عشر من صفر ريثما تكتمل كل التقارير. ويحتمل أن تشهد الجلسة المقبلة (السابعة عشرة) تأجيلا آخر للنظر في ما تقدمه الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة من تقارير بيئية حيال التلوث في مهد الذهب. وتأتي الجلسة المقبلة بعد 16 جلسة بعضها حاسمة وفيها أخذ ورد وبعضها غير حاسمة وفيها غياب طرف وحضور طرف. وكان صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز -يرحمه الله- قد أصدر توجيها حازما لوزارتي البترول والمياه والكهرباء بإنهاء مشكلة التلوث في مهد الذهب («عكاظ»:01/05/1432ه)، بعد أن تسلم ملفا بالقضية، يتضمن دراسة شاملة عن تلوث تربة وهواء محافظة مهد الذهب، بعثه إليه أمير منطقة المدينة («عكاظ»: 17/03/1432ه)، بجانب برقية عاجلة بعثها أمير المدينة إلى وزير البترول والثروة المعدنية، مفادها إلزام شركة معادن بتطبيق الاشتراطات البيئية حماية لأهالي مهد الذهب («عكاظ»: 08/02/1432ه)، في المقابل كان تلوث مهد الذهب عنوان أول ملف تسلمته الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد منذ إنشائها («عكاظ»: 17/04/1432ه) بيد أن الهيئة رفضت قبول الملف بدعوى عدم الاختصاص («عكاظ»: 01/05/1432ه ).