يبدأ الطفل خلال العامين الثالث والرابع تكوين أفكار مبسطة عن طريقة عمل الأشياء في بيئته المحيطة به ، وبالتالي يتزايد استخدام قدراته العقلية في التفكير بينما يتناقص التفكير من خلال الأنشطة الجسمية له. ويطلق على هذه المرحلة فترة التفكير التصوري، ويظل الطفل خلالها متمركزاً حول نفسه، ويصعب عليه معرفة طرق أخرى لاستكشاف بيئته وما حوله، وبالرغم من ذلك فهو يبتعد تدريجياً عن التفكير الحسي الحركي حيث يصبح قادراً على استخدام الأفكار الحقيقية وإن كانت بسيطة أو بدائية علينا أن نحترمها ونقدرها ليثق بذاته، و يظل الطفل يفكر ويعطي لكل شيء روحا، فهذا منطقه حتى مع الجمادات، فكل شيء له تفسير وتفكير لديه يحاكيه منطلقا من دوافعه ومقاصده النابعة من داخله، ومثال على ذلك أن الطفل عندما يسقط على شيء ما، فإنه يعتقد أنه يسمعه فيبادر إلى توبيخه. ويتحسن تفكير الطفل الحدسي من الرابعة وحتى السابعة حيث يستطيع أن ينمي القدرة على الإستنتاج لديه، وكذلك تكوين المفاهيم والتعميم بصورة بسيطة أقرب منها إلى حدسه في التفكير المنطقي. وبدلاً من استطاعة الطفل استكشاف العلاقات والمسببات والنتائج، نجده قد يصل إلى العلاقات أو يعرفها دون القدرة على فهمها أو تفسيرها. ومن المهم أن نعرف وندرك أن النمو المعرفي يحدث بصورة طبيعية منظمة، وفي هذا العمر وحتى الحادية عشرة تنمو خصائصه الشخصية والسلوكية من يوم لآخر ويزيد نماء طاقته العقلية. لذلك يصبح من غير المعقول التعامل مع الطفل في مستوى التفكير التصوري من النمو العقلي على أساس المفاهيم المجردة التي تتضمن الصواب والخطأ. ومن الحماقة أن نتوقع من الطفل أن يأخذ في الإعتبار النتائج طويلة المدى لسلوكه، ولكي نتفهم مشكلات الطفولة جيداً يتعين علينا أن نأخذ في الإعتبار طريقة الطفل نفسه في التعامل مع العالم وفهمه له حتى يصبح التدخل ذي معنى وأكثر فاعلية. وعلينا أن نتفهم الطفل وسلوكه حتى ساعة عقاب، ولذلك، عندما نصحح سلوكا ما صدر عن الطفل علينا أن نعاقب سلوكه لا شخصه ونفهمه أنه شخص غال علينا على الرغم من سلوكه السيء الذي صدر عنه. أخصائي نفسي ومستشار أسري ومدرب معتمد لإزالة المشاعر السلبية. [email protected]