تحولت مناطق ريف دمشق إلى ساحات للقتال بين جيش النظام والثوار، وسط تردي ما تبقى من مستوى الحياة البشرية في هذه المناطق، إذ تستمر المواجهات فيها دون حسم لأي طرف، فيما تتعرض بلدتا داريا والمعضمية لقصف عنيف من القوات النظامية، ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى، وسط حالة إنسانية وطبية سيئة. وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان بعد منتصف الليل أن أهالي داريا ومعضمية الشام وجهوا نداءات استغاثة نتيجة عنف القصف المدفعي والصاروخي الذي يتعرضون له. في الوقت نفسه، وقعت اشتباكات أمس بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في محيط مطار منغ العسكري في ريف حلب، تخللها قصف من القوات النظامية على بلدة اعزاز التي يسيطر عليها الثوار منذ أشهر. وفي البوكمال شرق البلاد على الحدود السورية العراقية، أفادت مصادر عن سيطرة شبه كاملة للجيش الحر على مربع أمني تابع للنظام، بعد اشتباكات استمرت يومين على التوالي، إلا أن المصادر أوضحت أن مطار الحمدان لم تجر السيطرة عليه. من جهة ثانية، أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس أن بلاده ستطلب من الاتحاد الأوروبي رفع الحظر على إرسال «أسلحة دفاعية» إلى سورية وذلك بهدف التمكن من إرسال أسلحة من هذا النوع إلى الثوار. وقال فابيوس لإذاعة «آر تي إل» إنه «في الوقت الحاضر هناك حظر، وبالتالي ليس هناك أي سلاح يتم تسليمه من الجانب الأوروبي، المسألة ستطرح على الأرجح في ما يتعلق بالاسحلة الدفاعية». إلى ذلك، قتل أكثر من 39 ألف شخص في سورية خلال عشرين شهرا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أشار أيضا إلى وجود آلاف القتلى غير الموثقين وآلاف المفقودين. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس «قتل 39112 شخصا، هم 27410 من المدنيين، و1359 من الجنود المنشقين عن الجيش السوري، و9800 من عناصر القوات النظامية». ويحصي المرصد بين المدنيين آلاف الأشخاص الذين حملوا السلاح ضد النظام.